Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تكرار الإعلانات.. للجذب أم التنفير؟!

No Image

A A
لم يعد هناك موقع أو برنامج أو حتى مقطع يشاهد إلا وفجأة يقفز إعلان إما تراه كاملاً أو ترى أول ثوانٍ منه لتقرر اذا كنت تريد متابعته أم لا.. عدا عن الرسائل النصية التي تصل على أرقام الجوالات بشكل يومي تقريباً!

قبل عالم النت كانت الإعلانات تقتصر على التلفزيون والإذاعة وبنسبة قليلة جدًا، أما حالياً فتكاد تكون الإعلانات أكثر وأطول من المادة الإعلامية نفسها، وحسب الدراسات التسويقية فقد كانت الفكرة أن تكرار الإعلان يحفز الذهن على الرغبة لمعرفة المنتج والحصول عليه بطريقة لافتة وجاذبة وخلال مدة محدودة والى هذا الحد كانت الإعلانات مقبولة ويمكن متابعتها بدون ملل، اما في الوقت الحالي فالإعلانات تصب من كل حدب وصوب حتى أخشى يوماً أن تتساقط مع مياه الحنفية لتلفت الانتباه! فهل تكرار الإعلان بهذه الصورة يجذب المستهلك فعلاً أم ينفرّه؟ علماً ان تكلفة الإعلانات من حيث العمل والعرض باهظة جداً ومع ذلك لا يستغرق عرضها الا دقائق معدودة رغم أنها قد تستغرق شهوراً وجهداً لتصويرها لكن ما الفائدة المرجوة منها ان كانت ستنفر المشاهد منها؟ كما أنها اصبحت مصدر دخل ونجاح للقنوات الفضائية لأن دقائق عرضها تكلف الشركات المعلنة مبلغاً وقدره تدفعه للقنوات لتعرضه على شاشاتها! ومؤخراً أصبحت مصدراً مهماً لدخل من يعرفون بـ(مشاهير السوشال ميديا) بغض النظر عما يقدمونه في حساباتهم سواء مفيد أو بلا فائدة لمجرد جمع أكبر عدد من المتابعين فكلما زاد عدد المتابعين زاد عدد المعلنين لأنهم سيصلون إلى أعداد كبيرة ممن سيشاهدون الإعلانات على هذه الحسابات، وبغض النظر عن جودة المنتج من عدمه طالما المبلغ المدفوع مُربح!

أتمنى أن تكون هناك دراسات تسويقية حديثة تجرى مع فئات كثيرة ومختلفة من المجتمع لترى نتيجة تكرار الإعلان عليهم ان كانت سلبية أم ايجابية.. لك الحق أن تعلن عن منتجك بدون أن تتسبب في إزعاج ونفور الناس منه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store