تتحدد القيم الحضارية بمقدار دقة المفاهيم في البناء الحضاري وكذلك مصادر هذه الدقة، ومن هذا المنطلق يبرز الاختلاف الجوهري بين الحضارة الإسلامية وبقية الحضارات المادية التي عرفتها البشرية. وأوحى المولى عز وجل للأنبياء أن يعلموا أتباعهم من المؤمنين تلك المفاهيم، فقد علم الله عز وجل آدم الأسماء كلها بمعنى علمه حدود مفاهيم علاقته بالله وبالكون والبشر، بعد ذلك علمه معاني العبودية والتي تتمثل في العبادة والحق والباطل، فعلّم المولى بقية الأنبياء والرسل مفاهيم أخرى بحسب الظروف والزمان حتى ختم عز وجل الرسالة بسيدنا وقرة عيننا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي تعلّم المفاهيم الأخرى التي تعطي الحضارة ميزة الاستمرار، ومن هنا فإن المفاهيم الإسلامية ثابتة.
***
الكتابة الحقيقية عمل انضباطي بالدرجة الأولى ليست اجتراحاً لحظياً حسب الحالة النفسية كما يعتقد البعض. وكثير من الكتاب يجترحون الكتابة لأجل هدف مؤقت أو رغبة مفاجئة في ممارسة هذا الإبداع. في العالم الغربي وفي السير الذاتية للروائيين نجد كثيراً منهم تفرغوا للكتابة بشكل كامل وتركوا وظائفهم رغم أنهم في عز النشاط وذلك للكتابة وأقصد الحقيقية الجادة.
سطام الحقباني
***
إن الابتلاء بنقص العافية على جميع المستويات له الكثير من الفوائد ومنها الرفعة في الدنيا والآخرة وتحقيق معنى العبودية إلى جانب الأجر والثواب وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون والأمثل الأمثل، وفي رقية الحبيب صلى الله عليه وسلم - اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لايغادر سقمآ. ومن هنا إذا كان الشفاء مرهوناً بيد الله فلم لا يكون الدعاء ولم لا تكون الطاعة والصبر، وعندما يقع البلاء لمَ لا نفوض الأمر كله لله تحقيقاً لقوله تعالى (وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد).
***
الذي يمتهن الكذب لايتغير فيعتاد على إثبات الوجود بهذا الأسلوب وليس له سوى ممارسة الكذب لأنه يدرك تماماً بأن الكذب قضيته الأولى، فهو لا يتوانى من الادعاء والتأويل، والكارثة أن الكذاب يعلم بأنه يكذب ولكنه يصدق كذبته وهذا يعود لفراغه وعدم قدرته على ممارسة ما يشغله فتراه يخشى مجابهة من حوله ويحاول الإنغلاق حول نفسه وتراه ينهمك في كيفية إيجاد طرق للكذب ليغطي فشله في عدم قدرته لممارسة أي عمل، حقاً قضية تحتاج إلى تأهيل.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
