Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

عامل النّظافة وأمين المـدينـة: خـاب ظَنِّي!

A A
* (شهد الأسبوع الماضي حادثة اعتداء أربعة مجهولين في «المدينة المنورة» على أحد عمال النظافة أثناء تأديته لعمله؛ حيث استخدموا السّلاح الأبيض في ضَرْبه بطريقة وحشيّة، وسَلْب ما لديه من مبالغ نَقدِيّة. العامل بعدها نُـقِـل للمستشفى لتعرضه لبعض الإصابات، فيما الجهات الأمـنيّـة تحقق في الحادثة، وتُسارعُ الخطى في بحثها عن أولئك المجرمين..)!

* وهنا تلك الحادثة كان ضحيتها (عَــاملاً بسيطاً لاحول له ولا قَــوة)، ثم إنها قد وقعت في المدينة الفاضلة، تلك الطاهــرة التي احتضنت سَـيّــد البشرية محمداً صلى الله عليه وسَـلّــم، وقـدّمَــت للعالم في العهد النبوي النظرية الاجتماعِــيّــة الأهَــمّ، والأنموذج الفريد في الإنسانية والإيثار واحتضان القادمين والـزائرين؛ ليكونوا في لحظات من نسيج مجتمعها المترابط، جاء ذلك من خلال مبادرة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ورغم تعاقب السّـنــين والقرون بقيت «طيبة الطيبة» مدينة للنّـور والسكينة والطمأنينة، وعاصمة أبدية للسّـلام والإنسانيّـة، وكان ولايزال أهلها رحماء، ومدرسة في الأخلاق والخير والبَذل والعطاء؛ وقلوبهم دائماً تنبض بِالحبّ لضيوفهم والترحيب بهم، وإكرامهم!

* وبالتالي ما أتمناه ســرعة الوصول لأولئك المعتدين، ومـن ثَــمَّ إيقاع أشــد العقوبات بهم؛ انتصاراً لذلك العامل الغلبان، ولأنّ ما ارتكبوه من جُـرم - وإن كان حادثة فَـرديّـة -؛ لكنه يُــسيء لــ (المدينة النّبَوِيّـة)، وأهلها الطّـيبـين!

* أخيراً كان أملي أن يُــسَــارع معالي أمين منطقة المدينة المنورة - بحُـكم الاختصاص - إلى زيارة ذلك العامل في المشفى، للاطمئنان عليه، والاعتذار له؛ فهذا أبسط حقـوقه، ثــم إن تلك الزيارة ستسكن ذاكرة ذلك المسكين، راسمة صــورة إيجابية عن المجتمع المدني ووفائه وتواضعه، -ولكن للأسَـــف الشديد- لم تـحْـضُــر تلك الزيارة، فَـرَدّدتُ مع «محمد عبده» : كِنْت أظِـن، وكِـنْت أظِـن، وخَاب ظَنِّي)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store