Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

مبتعثونا سفراء للوطن

A A
كل من يذهب خارج حدود الوطن إما للسياحة أو التجارة أو الدراسة أو العلاج أو لعمل رسمي فهو سفير للوطن وكل سلوكاته ومعاملاته تعطي صورة مصغرة للواقع الذي يتمثل فيه وطنه، ومن هذا المنطلق يستوجب وضع الأنظمة الضابطة لذلك. وبما إن الشريحة الكبرى من أولئك السفراء وأكثرهم تأثيراً إما سلباً أو إيجاباً هم طلابنا وطالباتنا المبتعثون والمبتعثات الى الدول المتقدمة لطول المدة التي يقضونها بين تلك المجتمعات إما داخل الجامعات أوخارجها لغرض تلقي أحدث العلوم وأتقن المهارات والتي تجاوزت فيها أعدادهم في تلك الدول خلال اثني عشر عاماً فاتت أكثر من مائتي ألف طالب وطالبة، عادت الى الوطن منهم شريحة كبرى محملة بالعلم والخبرة.. ويستوجب على كافة أجهزة الدولة أن تستثمر تلك الطاقة الهائلة المتحفزة لخدمة الوطن لكن الواقع وللأسف الشديد يقول غير ذلك كون أغلبهم لايزال يصطدم بالكثير من عوائق البيروقراطية وإحجام القطاع الخاص عن احتوائهم بقدر ما يحملونه من علم وخبرة ولعل هذا الواقع ينذر بالكثير من النواتج السلبية لأولئك الطلبة والطالبات كاتجاههم اتجاهات سلبية واحباطهم ونسيانهم لما تعلموه من علوم ومهارات في ظل ذلك التباطؤ لاحتوائهم .

أما الشريحة المتبقية واللاحقة منهم فإن المستوجب أن يعاد النظر في تقييم دورهم الاجتماعي والسلوكي والعلمي بحيث يكافأ من يبرز فيهم علمياً وتقدم له الحوافز المادية والمعنوية لإشعاره بقيمة ما قدمه وكذلك مكافأة من يقوم بعمل اجتماعي او تطوعي أو إنساني يبرز فيه الصورة الناصعة لقيمنا وسلوكاتنا ومعاملاتنا . ولعلي هنا أستدل ببعض تلك الأعمال للتمثيل لا للحصر وهو ما قام به الطالبان المبتعثان الشهيدان جاسر دهام وذيب مانع اليامي اللذان استشهدا أثناء محاولاتهما إنقاذ طفلين أمريكيين وما قاما به من عمل بطولي احتل صفحات وشاشات الكثير من أجهزة الاعلام الأمريكي والعالمي وقامت الجامعة بإطلاق مسمى إحدى القاعات على اسم الشهيد اليامي لكن وللأسف الشديد أن أجهزتنا الاعلامية لم تعطِ الحدث حقه المستحق حيث أطلقته بعضها على استحياء بينما كان المستوجب أن يكافأ كل منهما بجائزة معنوية كاسم شارع أو قاعة أو مدرسة على سبيل المثال.

وكذلك من يتفوق منهم ويقدم عملاً علمياً يستحق الاشادة والتقدير أن يحتفى به اعلامياً ورسمياً بعد عودته الى الوطن وتهيئة المكان المناسب له ضمن مؤسسات الدولة لتعزيز قدراته وموهبته والإفادة منها وتقديم كل ما يحتاجه من الدعم المادي والمعنوي كون ما قام به يصب في الهدف الرئيس الذي ابتعث من أجله الطلبة الى تلك الدول المتقدمة.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store