Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

هل يسير إعلامنا على «طريق مكة»؟!

ولكن في ظِل ما تواجهه بلادنا من هجمات واتهامات إعلامية باطلة من جهات كاذبة وحاقدة ومغرضة هدفها تَـسييس الحَــجّ؛ فحــقّ تلك العطاءات السعودية المخلصة أن تصل لعموم المسلمين؛ وهذه مهمة (وزارة الإعلام) التي عليها أن تخرج مــن مربع (مخاطبة أنْفُسِنَا بأخبارِنِا وتقاريرنا)، إلى فضاء إعلام خارجي تصـل إضاءاته لكل الشعوب بلغاتهم وعبر نوافِـذ قنواتهم وصحفهم وإذاعاتهم ومواقع تواصلهم

A A
* في أغسطس الماضي، وتحديداً في العِشرِيْن منه كتبتُ هنا عن أهمية أنْ تتمّ إجراءات التفتيش والجوازات والجمارك للحجاج في مطارات بلدانهم من خلال أجنحة ومكاتب سعودية متخصصة؛ لأنّ هذا سيحد من تكدسهم وطول انتظارهم في مطاري جدّة والمدينة المنورة.

* وفي مايو الماضي كان لي شَـرُف لقاءٍ وحِوار مباشر مع الأستاذ محمد بن عبدالرحمن البيجاوي، وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الزيارة بالمدينة النبوية، الذي بشرني بقرب تنفيذ تلك الخطوة بصورة موسعة بعد أن طُبِقـت تجريبياً العام الماضي.

* واليوم أجدني أرفع رأسي عالياً فَرَحَاً وفَخَرَاً، فـي وطني الغالي (مملكة الإنسانية)، فالأسبوع الماضي وصلت من إندونيسيا وماليزيا لمطاري المدينة وجـدة الدّوليين طلائعُ (رحلات مبادرة طريق مكّة)؛ التي تتضمن: إصدار التأشيرات، وإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة؛ وهو الأمر الذي سيمكِّن الحجاج المستفيدين من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم للمملكة، ويتيح لهم فرصة الانتقال مباشرة من الطائرة إلى الحافلات، ومِـن ثَـمَّ إلى أماكن إقامتهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخَدمِيّة استلام أمتعتهم، وتسليمهم لها في مكان إقامتهم بكل يسر وسهولة.

* تلك الخطوة والمبادرة الرائعة التي قام بها فريق سعودي مخلص ومبدع من المؤسسات ذات العلاقة تأتي ضمن برامج التحول الوطني 2020م، وفي إطار رؤية المملكة 2030م؛ للارتقاء بخدمات الحجاج باستخدام أحدث المبادرات والتقنيات.

* وهنا المملكة العربية السعودية جعلت من أولوياتها وثَـوابتها ومُسَلَّمَاتِـها خدمة الإسلام والمسلمين في كل المجالات، ومن ذلك البحث ليس عن راحة ضيوف الرحمن بل رفاهيتهم في محطات ومناسك حجهم وعمرتهم؛ هذا ما تفعله الحكومة السعودية التي يعضدها شَعبٌ نبيل كريم تتسابق فِـرَقُهُ التطوعية من مختلف المناطق لمساعدة الحجاج ورعايتهم وحمايتهم.

* والذي يبقى أنّ (السّعوديين حكومة وشعباً) يؤمنون جداً وأبداً أن ما يُقَدم من عطاءات وبرامج ومبادرات لخدمة الحجاج، واجب يفتخرون به؛ ولكن في ظِل ما تواجهه بلادنا من هجمات واتهامات إعلامية باطلة من جهات كاذبة وحاقدة ومغرضة هدفها تَسييس الحَجّ؛ فحـقّ تلك العطاءات السعودية المخلصة أن تصل لعموم المسلمين؛ وهذه مهمة وزارة الإعلام التي عليها أن تخرج مــن مربع (مخاطبة أنْفُسِنَا بأخبارِنِا وتقاريرنا)، إلى فضاء إعلام خارجي تصـل إضاءاته لكل الشعوب بلغاتهم وعبر نوافِـذ قنواتهم وصحفهم وإذاعاتهم ومواقع تواصلهم، وذلك من خلال إعداد أخبار وتقارير إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة وحديثة، والعمل على نشرها في شتى منابر الدول الإسلامية، فمثل تلك الخطوات هي فقط التي ستزرع الحقائق، ومعها تُنْحـر الادعاءات الظالمة والمزيفة تجاه وطننا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store