Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قلم ناصح

قلم ناصح

A A
في هذا الزمان المليء بالفتن ومغريات الحياة وملذاتها، ويقابلها ضعفٌ في الإيمان وتذبذب في العقائد، وتَجَزُؤ في القيم والمبادئ، نحن الشباب بالتحديد نجد أنفسنا أمام تحدٍ قاسٍ، وموازنة صعبة، تُحتم علينا محاولة ضبط النفس، وهدوء الخطوات، والتشبث بما رسخه أهلونا ومجتمعنا الذي نشأنا فيه، من تعاليم دينية راسخة وعقيدة مُحمدية نسيرُ بها حتى وصلنا الى هذا الزمان، فقط لنعبر هذه المرحلة بأقل الخسائر الدينية.

هذه السنون التي تسبق قيام الساعة، والتي يكون القابض فيها على دينه كالقابض على جمرةٍ من نار، يجب ألا ننجرف فيها وراء أهوائنا الشيطانية، وننسى ما سيؤول اليه حالنا بعد قيام الساعة، فملذات الدنيا فانية؛ ولكن هنيئاً لمن يصون نفسه ويحفظ دينه وعرضه ويصل بذلك الى ملذات الآخرة.

في هذه الحقبة الزمنية التي وصلنا اليها، في القرن الواحد والعشرين بالتحديد وبعدما وصلنا الى هذه المرحلة من العولمة والتكنولوجيا الحديثة، وباتَ العالم على أثرها قرية صغيرة منفتحة على بعضها البعض، لا أعتقد أن أياً منا قاصراً أو جاهلاً لا يعرف كيف يحصل على الصوابِ من العلم والفتوى، ويختار أي النصائح التي تعود عليه بالنفع، فيَتبع ضعاف النفوس، أصحاب الفتاوى المنخرمة، والعقائد المريضة، الذين وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بالرويبضة، الذين يتكلمون في أمور العامة دون علم، ويصدرون الفتاوى دون فقه صحيح، لذلك في هذا الزمان بطلت الحجة وباتَ الحساب من جنس العمل محتوماً على كلِّ عاقلٍ راشد يعرف أنه وإن ضاقت به السبل، فإن كتاب الله وسنة نبيه لا تّضيع طريقه أبداً.

لم يخلق أيٌ منا وصياً على غيره من الخلق، ينقد هذا ويلوم ذاك، وينتقص من أخطاء البعض، يمشي بين الناس متصيداً لزلات غيره، لكلٍ منا عقل به يفكر وملَكان على جانبيه يرصدان ما يفعل من خير أو شر، لذلك لنلتفت جميعاً الى أفعالنا ونترك الملك للمالك يتصرف فيه كما يشاء.

كل شيء جميل إذا انتصف، فلا التفريط ينبغي، ولا التشدد مرغوب، لذلك ليس الأمر بالمعضلة، قليلٌ من الثبات على القيم والمبادئ، نسير ببركة الرب نحو أحلامنا وما نرغب، حتى يأتينا اليقين مغفورين لا ممنوعين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store