جاء إنشاء الإعلام الخارجى متسقاً مع طبيعة الرسائل الإعلامية الموجهة للخارج والوسائل المستخدمة فى توصيلها وطبيعة المستقبل لهذه الرسائل والحاجة الملحة إلى ملاحقة العصر فى مجال الاتصالات فى وقت توفر فيه لها القيام بدور فعال على الساحة الدولية الأمر الذي عرضها لحملات ضارية حاقدة لمواقفها الثابتة والعادلة.
****
كانت المهمة صعبة تقتضي توضيح الصورة الصحيحة عن المملكة وسياساتها، وإزالة ما يحاول أن يرسمه لها أعداؤها من صورة مشوهة تتفق مع أهدافهم في الإساءة لها، وتحريف لأهدافها السامية. لذا كان على المملكة أن تضاعف من اهتمامها بصورتها الإعلامية في الخارج والوصول إلى كافة مراكز التأثير السياسي فى العالم حتى تردَّ ما تشنه القوى المعادية من حملات سافرة عليها، وتحتفظ بصورتها الحقيقية التي تتباهى بها بين الأمم ويعتز بها ملايين المسلمين وتلتف حولها الشعوب العربية والإسلامية قاطبة.
****
والكتاب الذي خلصت من إنجازه أخيراً عن الإعلام الخارجي بعنوان: (الإعلام الخارجي: البدايات الأولى)، هو مجرد تأريخ لبدايات إنشاء جهاز الإعلام الخارجي وضعته قبل أسابيع قليلة من مغادرتي وزارة الإعلام كمسؤول عن الإعلام الخارجي في الوزارة في الفترة ما بين 1399-1406هـ (1979-1986م) ، أمام معالي وزير الإعلام -آنذاك- الأستاذ علي بن حسن الشاعر. ضمّنته ما اعتبرته بعض إنجازات الإعلام الخارجي الذي شرُفت بأن أكون أول وكيل لوكالته الحديثة الإنشاء آنذاك، وهي تظل إنجازات متواضعة بكل المقاييس العملية والموضوعية.
****
ويهدف الكتاب إلى استعراض مسيرة الإعلام الخارجي فى خمس سنوات 1400-1405هـ، وهي سنوات عملي وكيلاً للإعلام الخارجي في وزارة الإعلام، وتقييم النشاط الذى يقوم به ونواحى القصور فيه والخطط والمشاريع التى اقترحت لتطوير قدرات العمل الإعلامي الخارجي.
#نافذة :
«عندما تنسب قصص وإشاعات واختراعات وأخطاء لم نرتكبها فيجب ألا نسكت.. بل علينا أن نتصدى.»
فهد بن عبد العزيز
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
