Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

هلكوني..أم خانوني؟!

أليست تلك الشهادات جريمة تزوير وخيانة للوطن من خلال التكسب بتلك الشهادات الوهمية، وابتزازاً للمال العام عندما يعطى رواتب ضخمة بتلك الشهادات المزورة؟!.. أليست خيانة للوطن عندما نوظف مزوراً ونترك أبناءنا الذين تعبوا وحصلوا على أعلى الشهادات والبعض منهم تغرَّب لكي يرجع إلى الوطن عاطلاً عن العمل؟!

A A
«هشتاق» هلكوني هو علامة مسجلة وبامتياز للدكتور موافق الرويلي، الذي يتحدث في هذا الهشتاق عن الوطن وليس عن نفسه، ولو أنني أقترح عليه إضافة «خانوني» بمعنى أن الخيانة للوطن، وهذا الذي جعل المغردين الأوفياء الغيورين على الوطن وتنميته وأمنه واستقراره يتفاعلون مع هذا الهشتاق لأن التزوير في مستندات رسمية جريمة يعاقب عليها القانون، ومعروف أن التزوير هو للمستندات الرسمية والتزييف هو للعملة. هذا الرجل الشهم موافق الرويلي، من خلال تتبعي لتصديه لعصابات المزورين والنصابين والخونة، تمت محاربته من قبل من يتعامل مع هذه العصابات إلى درجة تهديده برفع قضايا عليه في المحاكم؟! بمعنى أنهم ينطبق عليهم المثل الشعبي «شين وقوي عين». تفاجأت مثل غيري أن داعية مشهورة، كانت تتحدث وتعظ وترشد وتبصِّرالنساء بأمور دينهن حصلت على الماجستير والدكتوراه من جامعة غير موجودة على خارطة الجامعات، ومن أمريكا؟!، والمضحك أنها ليس لديها لغة إنجليزية، والمحزن في الوقت ذاته أنها داعية يفترض أن تكون هي أول من يطبق الدين ويحارب التزوير والتزييف والرشوة؟!..

نموذج آخر رجل أعمال أصبح بقدرة قادر دكتوراً وشاعراً بالإضافة إلى كونه رجل أعمال. نموذج ثالث ممن يعتلون منابر التلفزة والبرامج الدينية على الهواء أيضاً زوروا شهادات عليا. ثم بسبب حصولهم وغيرهم على تلك الشهادات الوهمية انتشر في مجتمعنا «المدرب المعتمد» و»المستشار الأسري»، و»البرمجة العصبية»، و»فن الخطابة أمام الجمهور» بالإنجليزية «التوست ماست»، و» أطلق المارد العملاق» الذي جعل الناس في نهاية الدورة يخلعون ملابسهم ويبقون فقط بسروال وفنيلة؟!، ثم انتقلت عدوى الشهادات المزورة للوافدين في القطاعين العام في الجامعات والدوائر الحكومية والخاص في الشركات بل إن إحدى الجامعات المسؤول عن «الجودة النوعية» فيها هو وافد، بل إن عدوى التزوير انتقلت إلى الخواجات شديدي البياض أصحاب العيون الزرقاء؟!. الموضوع يطول والأسئلة التي تطرح نفسها: أليست تلك الشهادات جريمة تزوير وخيانة للوطن من خلال التكسب بتلك الشهادات الوهمية، وابتزازاً للمال العام عندما يعطى رواتب ضخمة بتلك الشهادات المزورة؟!.. أليست خيانة للوطن عندما نوظف مزوراً ونترك أبناءنا الذين تعبوا وحصلوا على أعلى الشهادات والبعض منهم تغرَّب لكي يرجع إلى الوطن عاطلاً عن العمل؟!

.. ثم اكتشفنا أن الذي وراء هذه الإمبراطورية الوهمية هو شخص باكستاني تم القبض عليه ،ويقال والعهدة على الرواة إنه زوَّرعشرات الآلاف من الشهادات بأسماء جامعات مختلفة وهو نموذج واحد من النماذج الفاسدة المجرمة وغيره.

بيت القصيد هنا.. لا بد من مراجعة جميع الشهادات في القطاعين العام والخاص كون التزوير مركباً من تزوير مستند، ورشوة للحصول على ذلك المستند المزور، والحصول على امتيازات ذلك المستند المزور، ومزاحمة بل وطرد أبناء الوطن المخلصين الذين تعبوا في الحصول على شهاداتهم النظامية من الوظائف وجعلهم عاطلين عن العمل، وهذا إعاقة كاملة للتنمية، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه (إن خير من استأجرت القوي الأمين).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store