Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

الإعلام الرياضي ولعبة الكلمات: مورينيو «الصاخب» أنموذجاً!!

A A
لعبة الكلمات سلعة واعدة في عالم الإعلام، إن استطاع صاحبها انتقاءها واستغلالها في التسويق لنفسه. وهي في الإعلام الرياضي سوق أكثر انفتاحاً وإغراءً.. يكفي أن ننظر سريعاً إلى مشاهير إعلامنا الرياضي لندرك حجم ذلك..

ما لا يدركه الجمهور، أو شريحة منه كي أكون دقيقاً، أنه بمجرد حصول الشهرة الإعلامية عن طريق لعبة الكلمات هذه، يحدث انفصال في حالة هذا «المحظوظ» بين الشهرة في ذاتها وبين مضمونها ... أي أن صاحب الشهرة يصبح كذلك دون أن يرتبط بالسبب الأساسي لشهرته، إذا ما عرف كيف يلعب اللعبة جيداً .. لعبة الكلمات!!

المدرب البرتغالي الشهير خوزيه مورينيو (مدرب مانشستر يونايتد حالياً) مثال عالمي شهير، منذ ظهر على الملأ قبل أربعة عشر عاماً تقريباً ليعلن: «أعتقد أني لست شخصاً عادياً.. أعتقد أني خاص» (سبشل ون).. وقد كان مورينو يعي ما يقول..!!

في مقابلة أجريت مع مورينيو مؤخراً، سئل عن الفيلم الوثائقي الجديد الذي أصدرته أمازون عن مانشستر سيتي (الخصم الأزرق من المدينة)، يتناول الفيلم قصة نجاح مان سيتي العام الماضي في كسر الأرقام وحصد بطولة الدوري.. لكنه أيضاً يحمل مشاهد منوعة لمورينيو، خصوصاً في الجزء الأول (الفيلم الوثائقي أنتج في ٨ أجزاء)، تصور تكتيكات مورينيو على أنها دفاعية (باركنق ذَا بَس).

رد فعل مورينيو على الوثائقي كان فيلماً آخر، إذ لم يخيّب آمال الصحافة في وجبة دسمة للإثارة. قال مورينيو: «عندما تكون في فريق ثري، يمكنك أن تشتري لاعبين.. لكن لا يمكن أن تشتري كلاس (بمعنى طبقة أو منزلة رفيعة).. يلمّح مورينيو إلى أن الفيلم يفتقد إلى لمسة الفن الرفيع، لذلك يفتقد إلى (الكلاس)، ويصرّح أيضاً أن الوثائقي يفتقر إلى الاحترام أيضاً، وهو ما يشكك في مهنية واحترافية القائمين عليه!!

مسؤولو مانشستر سيتي أكدوا أن الفيلم من صنع أمازون وليس لديهم أي حق في التحكم بطريقة إخراجه، لكن ذلك لم يمنع مورينيو من شن هجوم على صانعي الفيلم، وعلى خصومه الزرق: «كما تعلم .. فيلم من دوني لا يبيع كثيراً، لذلك كان لا بد أن أكون فيه»، لكي ينجح الفيلم!

في آخر ديربي بين عملاقيْ مانشستر كان فوز السيتي يعني تتويجهم ببطولة الدوري، أي أن البطولة ستكون بطولتين، وتقول الإشاعات إن إدارة مان سيتي جهزت لأفراد الفريق قمصاناً كُتب عليها (لقد فعلناها في الديربي)، لكي يرتديها اللاعبون حال فوزهم في المباراة، لكن مانشستر مورينيو قلب النتيجة وحقق الفوز، وحرم مانشستر الأزرق من التتويج يومها.

مورينيو في مقابلته الأخيرة، امتدح خصومه وأكد أحقيتهم بالتتويج الذي لم يتأخر إلا أسبوعين إضافيين بعد الديربي، لكنه لم ينس الفيلم الذي ظهر فيه كثيراً، لذلك أشار -مازحاً وغامزاً- إلى أنه يستحق أن يحصل على حقه من عائدات الفيلم، لكنه قد يكتفي عن كل العوائد المالية الضخمة، بقميص واحد من تلك التي لم يرتدوها في ديربي مانشستر الأخير!!

حتى كتابة هذا المقال.. معظم صحف بريطانيا لا تزال تتحدث عن مورينيو.. وعن مقابلته.. وعن لعبته المفضلة،؛ لعبة الكلمات!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store