Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

الشائعة.. جريمة لا يُردِّدها عاقل

A A
الشائعة لا يطلقها إنسان فاضل أبدًا، فكل إنسان ذو خلق رفيع لا تجري على لسانه شائعة تضر وطنه وأهله، أو أي غافل من الناس لا يعرف من الحياة إلا عملًا جادًّا وكلمة طيبة، والشائعة في عصرنا أصبحت وسيلة سياسية للإساءة إلى الدول والجماعات الإنسانية، يحترفها من البشر أراذلهم، حتى وإن ادّعوا أنهم رجال دعوة، كهذه الجماعات التي ابتلي المسلمون بها، وانتهجت أسوأ الأساليب في النيل –ممن ظنته لها عدوا، وهو في حقيقة الأمر إنما ينهاها عن ما يسيء إليها في الدنيا والآخرة من أفعالها وأقوالها، واليوم مع انتشار هذه الوسائل الحديثة لنشر المعلومات، حينما زالت الحواجز، فدخل كل بيت ومكتب وحتى مقهى أجهزة الكمبيوتر، وعلى صفحاته رصدت مواقع للأكاذيب، منذ عرف الناس الفيسبوك والإنترنت ولواحقها، وظن كثير من الناس أن هذا فتح عظيم في مجال الإعلام، وأن كل أحد أصبح قادرًا على التواصل مع الآخرين، وبث رأيه بينهم بكل سهولة ومشاركتهم آراءهم، ولكن الذي حدث عكس ما توقَّع الكثيرون، فقد أصبحت هذه المواقع تنشر الشائعات القذرة عن الأفراد والمؤسسات والدول، وأصبح الحصول على معلومة صحيحة عمّا في هذا العالم كله من حراك، صعب للغاية، وتورط الكثيرون بالنقل عن هذه المواقع التي لا ضوابط على ما تنشره، ولا رادع لمن يكتب عليها من الشرور ألواناً، وحتى أصبح الأفراد والدول لا تكاد تلاحق ما ينشر عنها من شائعات لعل بعضها مدمر، ومن استحدثوا هذا كله هم اليوم أول الناس تضررًا مما أحدثته هذه الوسائل من اضطراب فيهم، وأن أسوأ البشر اليوم يقضون الساعات الطوال وراء أجهزة الكمبيوتر، ولهم على الإنترنت أكثر من موقع، وهمهم كله أن يتتبعوا ما ينشر عليها من أخبار أكثرها زائفة، ومنها إساءات بالغة إلى من عرف ومن لم يعرف، وهو يتابع ويشير، ويساعد على نشر الشائعات والتي بعضها مدمر، إذا انتشر، وهو لا يهتم أبداً أن ما ساعد على نشره أضر بإنسان أو جماعة أو دولة، همّه أن يتابعه الناس، ولو كانت هذه المتابعة من أصول الزور لا حقيقة لها، ولا تزال المجتمعات الإنسانية تعجز عن كبح جماح هذا السوء المنتشر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store