Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

حرب المصطلحات (3)

A A
أواصل الحديث عن حرب المصطلحات كإحدى أدوات وأساليب الجيل الرابع من الحروب وما تلاه من أجيال أخرى؛ لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي وضعه برنارد لويس اليهودي الصهيوني البريطاني الأصل الأمريكي الجنسية في أربعينيات القرن الماضي، والقائم على تقسيم البلاد العربية وإيران وتركيا والباكستان وأفغانستان إلى دويلات صغيرة على أساس ديني وطائفي وعرقي لتتناحر فيما بينها، وتبنّاه الكونجرس الأمريكي في ثمانينيات القرن الماضي وقامت المخابرات الأمريكية مع الموساد الإسرائيلي لتنفيذ هذا المشروع بتدبير وتنفيذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001م وإلصاقها بالعرب والمسلمين لاتخاذها مبررًا للغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، ولمّا فشل الغزو العسكري الأمريكي للعراق من تحقيق أهدافه، وهي مواصلة زحفه على باقي البلاد العربية، تبيّن لهم أنّ أسلوب الحروب التقليدية القائم على تحطيم المؤسسة العسكرية للدولة المُستهدفة، أو تدمير قدرتها العسكرية بات قديمًا؛ فابتدعوا الجيل الرابع من الحروب الذي يهدف إلى إنهاك الدولة المستهدفة -التآكل البطيء- لإرغامها على الرضوخ لإرادة الدولة الكبرى التي تريد بسط سيطرتها عليها، وذلك بزعزعة استقرارها، وهذه الزعزعة ينفذها مواطنو الدولة المستهدفة لجعلها دولة فاشلة، فأسسوا عام 2008 منظمة تسمى: AYM Alliance of Youth Movements (اتحاد الحركات الشبابية) وهي تحت رعاية وزارة الخارجية الأمريكية، رئيسها والمشرف الرئيسي فيها هو جاريد كوهين أصغر مستشار أمريكي يهودي في مكتب كونداليزا رايس صاحبة مشروع نشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط.

وقد تم بداية أول اجتماع للمنظمة عام 2008 مع شباب من الدول العربية، في مقدمتها مصر وتونس وليبيا وسوريا.. وفي عام 2011م كانت الانطلاقة بثورات بدأت في تونس، ثم مصر، ثمّ اليمن، ثم ليبيا، ثمّ سوريا وأطلقوا عليها ثورات «الربيع العربي»، وكان عزمي بشارة يردد أكثر من مرة أنّ الربيع العربي آتٍ إلى السعودية، لأنّه من منفذِّي المخطط بالتضامن مع قطر والإخوان ومنظمة «AYM»، ولكنّ الله خيْب آمالهم وأفشل مخططاتهم ليحمي بلاد الحرميْن، كما حماها دائمًا من أن تطأ أرضها أقدام أي مستعمر أجنبي، كما حمى مصر؛ إذ أخرجها الله من نفق مظلم لا يعلم مداه إلّا الله بثورة الشعب المصري ضد حكم الإخوان في 30 يونيه عام 2013م.

والمواطنون المُدرّبون لتنفيذ هذا المخطط تُطلق عليهم مُسميّات منها مصطلح «ناشط أو ناشطة في مجال حقوق الإنسان» ليكون ستارًا على حقيقة مهمتهم، فهم مُكلّفون بمهَمَّتيْن، مَهَمَّة سرية وهي العمل لإعلان العصيان المدني وإشاعة الفوضى في البلاد لقلب نظام الحكم فيها.. ومَهمّة مُعلنة أمام الجميع، وهي المطالبة بحقوق الإنسان مع التركيز على حقوق المرأة خاصة في المملكة العربية السعودية!!.

لذا تجد مطالب هؤلاء تكون من خلال الإعلام الأجنبي والمنظّمات الدولية المُسيسة كمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرها، التي تُثير ضجة إعلامية كبرى مُضلِّلة عند القبض عليهم تزعم فيها أنّ الحكومة السعودية تعتقل ناشطين وناشطات حقوقيين لأنّهم يُطالبون بحقوق المرأة، كما قيل مؤخرًا عندما تمّ القبض على بعض النسوة في قضايا أمنية لتواصلهن مع جهات أجنبية لإشاعة الفتنة والفوضى في البلاد، فزعمت تلك المنظمّات أنّه تمّ القبض عليهنّ لأنّهنّ طالبن بحق المرأة في قيادة السيارة، والسؤال كيف يتم القبض عليهن لمطالبتهن بقيادة المرأة للسيارة، وقد قُبض عليهن بعد صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة؟ وهل كل من طالب بذلك تمّ القبض عليه؟

للحديث صلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store