Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

عام جديد.. فِكْر مُتّقد

A A
ينطلق الْيَوْمَ الأحد ملايين الطلاب والطالبات في مارثون طلب العلم بعد إجازة استثنائية في مُدتها استمرت زُهاء الأربعة أشهر ، وتُشير التقارير الصادرة من هرم السلطة التعليمية إلى قاعدتها بالمدارس إلى استعدادات كبيرة بدءاً من تجهيز البيئة المدرسية وصيانتها مروراً بتوفير المقررات الدراسية وانتهاءً بتكامل الكوادر البشرية التي ستتولى قيادة العملية التعليمية وتنفيذ أجندتها واستراتيجياتها المُحققة لأهدافها وغايتها.

تُمثل العودة للتحصيل العلمي -الذي يفترض ألاّ يرتهن لوقت مُحدد- بادرة إيجابية تعمل على زيادة العقل البشري بالمعرفة المُتجددة والأساليب المُستحدثة وبناء الاتجاهات الإيجابية وتخفيف ربيبتها السلبية إلى الحد الأدنى لأنه من الصعوبة بمكان القضاء عليها بشكل تام، ولا يُمكن أن يتحقق ذلك إلاّ بتوافر خطط ممنهجة وبرامج مُصممة بشكل علمي تُترجَم إلى مواقف حياتية تنعكس إيجابياً على تفاعل الطالب مع مُحيطه الاجتماعي وتمكّنه من التعاطي معه بطريقة تعكس مؤشراً لقدرة التربية على بناء شخصية الطالب في مساقاتها الثلاثة المعرفية والسلوكية والوجدانية، وكلُ هذا يتطلب نقل المعرفة المُجرّدة إلى واقع مُمَارَس مُتجاوزة في ذلك التلقين كوسيلة بائدة عفى عليها الزمن وجعلها نسياً منسياً.

وإذا سلّمنا بأن التربية منظومة متكاملة لا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تنجح في تحقيق أهدافها والوصول إلى غايتها ما لم تتضافر جهود أركانها المتمثّلة في الجهة الرسمية المُشرفة بشكل مباشر عليها، إضافة إلى الأسرة الشريك الأساسي لها والضامن -بعد الله- في دعم مسيرتها ولا ننسى المُجتمع بكافة أجهزته وطاقاته باعتباره مُحفزاً خارجياً هاماً يُعزّز جهود ركُنّي المنظومة الآخرين ويمنحها قوة دافعة للأمام جرّاء توفيره دعماً لوجستياً تُذلل من خلاله المعوقات التي تعترضها لتقاطعها مع كافة مكوناته البشرية والمادية .

وتأسيساً على ما سبق فإن التصدّي لهكذا مهمة يتطلب مواصفات عالية الجودة في كافة مستوياتها، ولا أخال أغلب القائمين عليها إلا متصفين بها ويدعم ذلك شعورهم العالي بخطورة مهنتهم واستشعارهم لعِظَم الأمانة الملقاة على عواتقهم في بِنَاء الأجيال رُغم ما يواجهونه من جحود من البعض، ولكن سمو الغاية غلب على تحطيم المجاديف وتجاوز الإسقاطات السلبية التي في الغالب لا تُصِيبَن إلاّ الواهن في ذاته وفِي وفائه لمهنته -وهم قِلّة- بينما الأكثرية تجدهم في هِمّة عالية ونشاط مُتجدد ورغبة جامحة في أدائه لمهنته وفاءً لها وحباً لوطنه وخدمة مُجتمعه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store