شهدت السنوات العشر الأخيرة إنجازات عديدة ومتلاحقة شملت الجامعات السعودية الجديدة التي انضمت الى منظومة التعليم العالي في بلادنا عبر كل الاتجاهات، كما شهدت إنجاز مقار للملحقيات التعليمية في الخارج شملت كندا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها وذلك على أحدث طراز عمراني وتجهيزات تقنية غير مسبوقة.
في زيارة للملحقية في بريطانيا قبل خمس سنوات وفي وقت صلاة الظهر لفت نظري التحديث الذي طرأ حتى على مراحيض الحمامات والتي زودت ببخاخات مصنعة في نفس المرحاض للاستغناء عن الأباريق وأماكن أخرى مخصصة للوضوء روعي فيها الجلوس المريح لمن يرغب الوضوء وصنابير تضخ الماء بطريقة الرش بهدف توفير المياه، كما لوحظ الأخذ بكل أسباب الطهارة.
وفي السياق، يروى أنه حين بنى محمد علي باشا الجامع الكبير بالقلعة في القاهرة زوده بالمواسير والصنابير بدلاً من طريقة الوضوء السائدة في ذلك الوقت، فعارض كما يقال علماء مذاهب (الحنابلة، الشافعية والمالكية) بحجة أنها بدعة في الدين، ولأن السلف في بلاد المسلمين لم يستخدموها وبالتالي فإنه لا يجوز الوضوء من هذه الصنابير. غير أن علماء الأحناف رأوا جواز الوضوء من هذه الصنابير لأنها ترفع المشقة عن المسلمين، ومن هنا سُمي الصنبور بالحنفية نسبة إلى المذهب الحنفي وأصبحت مفردة حنفية دالة على الصنبور.
بصرف النظر عن دقة هذه الرواية فإن مؤسسات التعليم العالي تقع على عاتقها مسئولية ضخمة وهي (خدمة المجتمع) وهو مفهوم واسع يستوجب من هذه المؤسسات تصحيح أي مسارات خاطئة في المجتمع وحل المشكلات الاجتماعية المتنوعة وتشجيع الأبحاث العلمية ذات الصلة وتلبية احتياجات المجتمع وكل ما يندرج في خدمته.
جامعة أم القرى تعتز بوجود معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة، فهو جهة علمية مرجعية يعتد بها كل من ينشد المصداقية والشفافية المطلقة، فهو يلبى احتياجات المجتمع، والآن وفي ظل سياسة الانفتاح المشروع ولتشجيع الكوادر المحلية فإن المجتمع في أمس الحاجة إلى معاهد عليا للفنون وأكاديمية أو أكثر للموسيقى ضمن الإطار الأكاديمي (وهو الأفضل) أو ضمن نشاط المجتمع المدني. لازلت -وغيري- يحدونا الأمل بأن يعاد النظر في الوضع الراهن لإعادة فصل التعليم العالي عن التعليم العام حتى في ضوء استقلالية الجامعات المنتظرة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
