Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مثقفونا هم مخوِّفونا!

يختلف الكاتب المحترف في بلادنا فقط عن زميله الفنان؛ رغم أنه يتفوق عليه في التمثيل! وعن الأزمل منه/ لاعب كرة القدم؛ إذ لافرق بين «القدم» و“القلم» إلا طباعة رديئة، سيَّحت «الدال» على «الميم»!

A A

يختلف الكاتب المحترف في بلادنا فقط عن زميله الفنان؛ رغم أنه يتفوق عليه في التمثيل! وعن الأزمل منه/ لاعب كرة القدم؛ إذ لافرق بين «القدم» و“القلم» إلا طباعة رديئة، سيَّحت «الدال» على «الميم»! ولحظة هل قلت «يختلف الكاتبُ»؟ ومتى كان «الكاتب» فاعلًا مرفوعًا؟ بل يختلف زميلاه عنه ليظلَّ «مجرورًا مكسورًا» بأنهما ينتقلان بإرادتهما الكاملة، المدفوعة بحسابات الربح لا الخسارة، مستفيدين مما حققاه من جماهيرية في استثمار موهبتهما! بينما ينتقل المجرور غالبًا مخذولًا مكسور الوجدان! من صحيفة حضنته، وطار بجناحيها إلى آلاف القراء والقراءات، ألفوا نزقه كل صباح، أحبَّه من أحب، وكرهه من كره؛ لكنِّهُُمْ جميعًا سيصدمون حين يعرفون أن سبب الانتقال ليس إغراء ماديًا، ولا معنويًا كزميليه فالزيادة المادية لا تساوي «فاتورة رسائل الجوال»، التي يبعثها لأصدقائه ليشعرهم بمنزله الجديد! أما معنويًا: فإن هامش الحرية روح الكاتب واحدٌ في كل صحفنا! وقد أرادها «خادم الحرمين الشريفين» كلمةً مسؤولة، ترسل في وضح النهار، وتستقبل في الهواء الطلق؛ }،ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ ويحيا من حيَّ عن بيِّنة{، وأرادها بعض المسؤولين رقابة لا هوادة فيها، في تصريح سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الداخلي الدكتور «عبدالرحمن الهزاع» مؤخرًا، الذي أكد فيه أن «رئيس التحرير» هو المسؤول عن كل ما ينشر في صحيفته! ما يعني بالضرورة أن يتحول «رئيس التحرير» إلى «رئيس رقباء» من أيام «السيد عربي»! وينشغل عن تطوير الصحيفة، والبحث عن سبل زيادة مبيعاتها، وهي مهمته الاحترافية؛ كما في كل بقاع العالم، حتى الشقيقة «مصر» التي ابتدعت في حقبةٍ استبدادية منصب «مسؤول التحرير»؛ ليكون «عريفًا للفصل»، يتصيد «المشاغبين»؛ و»يتعجرم» مع أبلا/ «نانسي»: شاطر شاطر! وتخلت «مصر» عن بدعتها، رغم قانون «الطوارئ»، لنجددها نحن حسب ثقافة «الطواري» أي التأويلات الشخصية رغم ما ننعم به من هامش حرية واسع، ومن شفافية حقيقية يقودها «ملك القلوب»؛ حيث تزامن التصريح مع إعلان الديوان الملكي عن إصابته حماه الله من كل مكروه بوعكةٍ صحية، أتبعها بخروجه الميمون ليعايد أبناءه المواطنين، ويشكرهم على صدق مشاعرهم، ويتبع ذلك بتصوير خروجه من المستشفى السعودي متوجهًا إلى أمريكا، محفوفًا بأخلص الدعوات وأصدقها!وليست هي الرسالة الأولى التي يدفعنا فيها «أبو متعب» للأمام، ونفاجأ ببعض مسؤولينا يتردد: فقبل ثلاث سنوات كان خطابه السنوي لمجلس الشورى دعوة ساطعةً كجبينه الوضاح للكلمة الحرة المسؤولة؛ ثم يأتي أحد مسؤولي الوزارة معلنًا براءة «الوزارة» من السينما والمسرح، وما قرب إليهما من «دُورٍ»، وأكاديميات!فالرقابة إذن واحدةٌ في كل «ثقافتنا»، و»إعلامنا»، لكنها في «الوطن» بنكهة «الوزَّاب»، وفي المدينة بنكهة «الدوش»!!So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store