حراك وطني تعليمي، نسابق به الزمن لمستقبل مشرق متميز لأجيال الوطن، عام دراسي جديد أطل علينا وكلنا أمل أن تكون هذه الانطلاقة الطموحة المواكبة لرؤية الوطن محققة للآمال، حيث استبقت وزارة التعليم بدء العام الدراسي بحزمة من البرامج والفعاليات المستمرة طوال فترة الصيف وإصدار قرارات حاسمة تعيد جذوة الحماس في النفوس المتطلعة للتغيير للأفضل.
فكان الاستثمار للكوادر البشرية للمعلمين والمعلمات والقيادات من خلال تنظيم الدورات والورش الداخلية، وأخرى خارجية في أعرق الجامعات والمؤسسات التعليمية. والاستفادة من البرامج التقنية الجديدة وضبط ومراقبة المدارس وتهيئتها لموسم دراسي استثنائي، وكان الإعلان عن مدينة بكة للتربية الخاصة في مكة المكرمة، خبراً طالما انتظره أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، لتلبي متطلباتهم، ولتكون المدينة داراً تعليمياً يُقدِّم كافة الخدمات التعليمية والمساندة وخدمات التدخل المبكر لذوي اضطرابات طيف التوحُّد، وستبلغ الطاقة الاستيعابية أكثر من 1000 طالب وطالبة.
حققت المملكة المركز الخامس عالمياً بحصول 361 معلماً ومعلمة ميكروسوفت لعام 2018-2019م. ونفذت 66 مشروعاً تعليمياً خلال العامين الماضيين، وكان بداية العام الدراسي مختلفاً بإطلاق منتدى المعلمين الدولي بحضور 89 معلماً من 25 دولة و18 خبيراً تربوياً وبمشاركة 700 معلم سعودي في 350 ورشة عمل.
شكراً معالي الوزير ولكل المخططين والمنفذين لهذا المنتدى الذي فاق كل التوقعات، والذي عملتم فيه على ترسيخ مبدأ أن البدايات القوية تثمر نجاحات فائقة الجودة.
ما أروع لغة الأرقام التي تُوثِّق المنجزات، حيث تم تدريب 14 ألف معلم ومعلمة في 4714 برنامجاً ضمن برامج التدريب الصيفي على الأمن السيبراني. كما تم اعتماد القواعد التنظيمية لإنشاء المجلس الاستشاري للمعلمين برئاسة الوزير، وتم اعتماد منصة تسريع ورفع أداء الخدمات المالية الحكومية، لتقديم خدمات المنصة بالتكامل بين نظام فارس بالوزارة ونظام اعتماد. وقد أعلنت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن قبول الطالبات لأول مرة في 5 مجالات في الدراسات العليا. وتنطلق خمس جامعات سعودية إلى قائمة أفضل الجامعات العالمية بحلول 2020.
وأيضاً هناك المشاركة الرياضية للفتيات على النطاق المدرسي، حيث ستشارك 32500 فتاة في حصص التربية البدنية بحلول 2020 بـ65 معلمة مؤهلة و15 مدرسة مجهزة بصالات رياضية.
برامج اللغة الإنجليزية وفرص لـ600 ألف معلم ومعلمة للالتحاق ببرنامج الإنجليزية للجميع، ومسارات جديدة للابتعاث الخارجي لتأهيل المختصين في تقنيات المستقبل والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ومسارات جديدة لجائزة التميز في نسختها الثالثة.
كل هذا وأكثر من البرامج والمشاريع والقرارات والفعاليات التي تجعل عامنا الدراسي مختلفاً، وبصدور الهيكل التنظيمي للوزارة التي طال انتظاره من الجميع، تتضح الرؤية إلى أين نحن متجهون، وماذا نريد من التعليم من أجل تحقيق رؤية الوطن.
تبقَّى أن نُحوِّل كل هذه القرارات والأرقام إلى واقع نعيشه، وأن نختار الشخص المناسب لكل مهمة موكلة إليه، لينتظم العقد الفريد من نوعه ضمن كوكبة مُحبّة لوطنها، تريد أن تأخذ دورها في ترك الأثر النافع للدين والوطن، ويا بلادي واصلي ونحن معك سنواصل العمل بهمّة ونشاط.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
