مهنة الطوافة من المهن الشريفة التي تقدم خدمة لضيوف بيت الله الحرام، ومكة المكرمة عرفت هذه المهنة منذ زمن، وحقيقة قرار وزارة الحج والعمرة بالسماح للمطوفات بالمشاركة في انتخابات مجالس إدارات مؤسسات الطوافة والبرامج الإنتخابية كان صائبًا وفاعلًا، فنحن نرى التميز الذي قدمته المطوفة وقدرتها على المساهمة بشكل يدعو للفخر في خدمة حجاج بيت الله، من خلال البرامج الثقافية والاجتماعية والصحية والتوعوية وغيرها، وبكل شفافية مشاركة المطوفات في العملية الانتخابية خطوة تستحق الاحترام والتقدير.
صحيفة الاقتصادية كان لها تحقيقٌ بتاريخ ٥ محرم ١٤٤٠هـ تحدثت فيه المطوفة لطيفة حسن جمل الليل رئيسة اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، قائلة: «بدأت العمل في هذه المهنة منذ نعومة أظفاري فقد تربيت في بيت يحترم الحاج، والمطوفة هي السيدة التي زاولت مهمة خدمة الحجاج خلال شهر الحج ولا يقتصر عملها على الأعمال البسيطة بل يتعداها إلى الإشراف على المساكن للاطمئنان على أحوال الحاجّات الصحية وغيرها، ومرافقتهن لشراء ما يحتاجون وملازمتهن حتى نهاية الحج».
لا شك أن المرأة المطوفة شريك حقيقي في خدمة الحجاج، وأن المطوفات قادرات على المشاركة والمساهمة الفاعلة، ووجود المطوفة يعطي مؤشرًا بأن العطاء واضح، وقد قدمن أعمالًا متميزة.
كذلك أن العديد من المطوفات والزمزميات والوكيلات والدليلات يحملن شهادات عليا ومؤهلات علمية تتيح لهن المشاركة بكل اقتدار، تقول المطوفة هنادي رمضاني: «إن المطوفات أثبتن قدرتهن في المساهمة في خدمة ضيوف الرحمن في العديد من المجالات الخدمية، والكثيرات منهن مؤهلات علميًّا وإداريًّا وشرعيًّا، ويمتلكن العديد من الأفكار التي من الممكن أن تسهم في تطوير الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، وتفعيل الجوانب الإدارية في مؤسسات الطوافة، وهذه الخطوة تأتي منسجمة مع رؤية المملكة ٢٠٣٠».
أقول: إن دور المطوفات معروف تاريخيًّا، وعملهن متوافق مع رؤية المملكة، وتلعب المطوفات دورًا توعويًّا وصحيًّا وتثقيفيًّا واجتماعيًّا كبيرًا في خدمة ضيوف الرحمن، بكل كلمات الشكر.. شكرًا وزارة الحج والعمرة على هذا القرار الذي سيثري مجالس إدارات مؤسسات الطوافة، ويرتقي بخدماتها.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
