Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

إصلاحات هيكلية نحو دولة أقوى

شذرات

A A
قبل ثمانيةٍ وثمانين عاماً سجل التاريخ انعطافة تاريخية في مسيرة هذه البلاد، بقيام هذا الكيان الكبير، بعد أن أتم توحيد أطرافها وتوطيد أركان الدولة الحديثة فيها على يد الباني المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، متعه الله بالجنان وأجزل له المثوبة.

وإذا كان كثير من أقطار المنطقة خرج بعد الحرب العالمية مفتت الأجزاء، مغلوباً على سيادته واستقلاله، فإن الملك عبدالعزيز خرج بقلب الجزيرة العربية وهي على قلب واحد: وحدة وترابطاً وأمناً واستقلالاً، موحدة الأطراف، تامة السيادة، وأخذ بها إلى بر الأمن والاستقرار وعمل على تحديث نمط الحياة فيها. وعلى أثر ضمه الحجاز، التف حوله رجالاته، فاحتفى بهم وأسند إليهم المناصب الحكومية لتنفيذ سياسة البناء والتنظيم والتحديث التي رسمها -رحمه الله- وعمل على متابعة تحقيقها في البلاد، وكان ذلك بعد توفيق الله وعونه، ثمرة جد وجهاد ونتاج عبقرية سياسية راشدة وحكمة وحنكة، قلّ أن يؤتاها زعيم.

ومنذ ذلك التاريخ ونحن نحصد ثمار هذا المنجز بما تحقق ويتحقق يوماً إثر يوم، من مشروعات النهضة والتنمية والتحديث. فقد رعى الأمانة وواصل قيادة المسيرة أبناؤه البررة من بعده، بما أصبحت به البلاد نموذجاً رفيعاً في المنجز الحضاري المتحقق داخلياً، ومركز الثقل في مجريات الأحداث خارجياً.

بلادنا اليوم تمر بمرحلة هيكلية تشمل الوزارات والهيئات وغيرها بما يخدم تعزيز اتجاه الدولة السعودية في عهدها الجديد تعين على تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030 وما يلزمها من إصلاحات تشمل جميع القطاعات الحيوية على كافة الصعد بقيادة القائد الباني سلمان بن عبدالعزيز ملك البلاد وسمو ولي عهده الأمين ورجال الدولة الأشاوس. ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن الإصلاح الهيكلي في عهد الملك سلمان يفوق كل ما تحقق في تاريخ المملكة منذ تأسيسها، فتم إنشاء مؤسسات جديدة متخصصة من أجل ضمان الفاعلية وتحديد نطاق العمل.

وتمر الذكرى بعد الذكرى، فتتجدد حباً وتعلقاً، وتفانياً وولاءً بقدر مساحة أرجاء الوطن وعدد حبات ترابه العزيز ولا تزيدها حركة التاريخ إلا متانة وتوثقاً. إننا أمام نموذج جديد وغير معهود يتطلب منا التفاؤل والقوة والعزم على قهر الصعاب، في الوقت الذي يستوجب المزيد من التلاحم والحرص على تماسك ووحدة الوطن لمواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءاً، فليهنأ المؤسس الراحل بأن البذور التي وضعها قد نمت وأن بلاده في أمن وأمان وأقوى من أي وقت مضى والحمد لله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store