Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

يوم إنجازات الوطن

اليوم الوطني ليس عيداً، أو احتفالاً ليوم واحد فقط، ولكنه عشق وطن، ونعمة منّ الله بها علينا لنشكره عليها صباح مساء، بأن سخر لنا حكاماً متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قاموا بتوطين الأمن والأمان والاستقرار في طول البلاد وعرضها، وقيادة سفينة بلادنا بأمن وأمان في عالم متلاطم بأمواج الفتن، وتعج فيه الدسائس والخيانات في معظم دول العالم في المشرق والمغرب.

A A
تحتفل معظم دول العالم بيوم استقلالها، وتحررها من تبعات الاستعمار البغيض، الذي نهب خيراتها ومدخراتها، واستعبد أهلها، ودمر مكتسباتها، وفرض هويته ثقافياً، واجتماعياً، واقتصادياً، لربطها الدائم به بلا انفكاك، الأمر الذي باطنه فيه الرحمة وظاهره العذاب.

المملكة العربية السعودية حفظها الله من مغبة الاستعمار من أي دولة أجنبية، حتى الدولة التي أدارت شؤونها قبل العهد السعودي، كانت دولة إسلامية، ولكن وقتها كان هناك قصور واضح في الأمن والأمان بين أطراف هذه الجزيرة المترامية الأطراف، أو السيطرة على تجاوزات القبائل والعشائر المتناثرة فيها.

عند عودة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ودخوله الرياض واستعادته للحكم ثم إعلانه قيام الدولة، بدأ بإرساء قواعد الحكم فيها، وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، وإقرار مبدأ العدل والمساواة، والضرب بيد من حديد لمخالفي أنظمة الشريعة، والمتجاوزين لحدود الله من قُطَّاع الطرق المارقين والمزهقين للأرواح، خاصة في مواسم الحج التي كانت تعج بهذه الأحداث، حيث كان يصل الحاج لهذه الأراضي موقناً بالهلاك، ويعود لأهله مولوداً من جديد، لأنه كان يمر في مسالك ومهالك لا يعلمها إلا الله.

دانت الجزيرة العربية بأسرها لفارس الصحراء، وأصبح له مهابة ومكانة عزيزة لدى الجميع لأنه جمع بين الحزم والعزم والعدالة والمساواة وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية التي ما زالت تنتهجها هذه البلاد حتى وقتنا الحاضر.

مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- استمد هذه الخصال والقيم من والده الكريم الملك عبدالعزيز، وهي الحزم والعزم، وتصريف الأمور بروية واقتدار، كما اكتسب من قبل أبناء الملك عبدالعزيز الملوك البررة -رحمهم الله جميعاً- هذه الصفات الإسلامية السمحة وتمسكوا بها خلال فترات حكمهم المديد لهذه البلاد المباركة، وعلى نفس النهج يسير سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- الذي اكتسب قدراته، ومفاهيمه الواسعة، واستمد شجاعته من خلال ملازمته لوالده الكريم الملك سلمان، وحرص على تنفيذها حسب تعاليم ديننا الحنيف ومن خلال أعماله العديدة التي كُلف بها من ولي الأمر، وأسندت إليه وأثبت فيها براعة فائقة، وحسن تصرف نال استحسان الجميع على المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية.

اليوم الوطني ليس عيداً أو احتفالاً ليوم واحد فقط، ولكنه عشق وطن، ونعمة منّ الله بها علينا لنشكره عليها صباح مساء، بأن سخر لنا حكاماً متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قاموا بتوطين الأمن والأمان والاستقرار في طول البلاد وعرضها، وقيادة سفينة بلادنا بأمن وأمان في عالم متلاطم بأمواج الفتن، وتعج فيه الدسائس والخيانات في معظم دول العالم في المشرق والمغرب.

وحتى نترجم هذا الحب والولاء للوطن قولاً وعملاً، يجب أن نقف صفاً واحداً خلف حكومتنا الرشيدة في وجه التحديات والدسائس التي تحاك ضدنا وتعمل للنيل من أمننا واستقرارنا، الذي أكرمنا الله به، حيث يقول المصطفى- صلى الله عليه سلم: «من أصبح آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها». فاللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان، ورغد العيش في بلاد الحرمين الشريفين، ومتع حكّامنا بطول العمر، واتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم الإسلام وتجمع شمل المسلمين. ودام عزك يا وطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store