نتحدث عن الراتب وعن الفواتير وعن الوقود وعن الضرائب وعن كثير وحين يأتي «يوم» إجازة تجد الكل استغل هذا اليوم وغادر إلى خارج الوطن لمدة أسبوع!! وسبحان الله كيف تحول اليوم إلى أسبوع وكيف تناسوا البكاء والحاجة للمال والراتب الذي يقولون عنه إنه لا يكفي الحاجة!! لكنني على يقين من أن الكثير لا يهمه ما بعد السفر بقدر ما يهمه أن يسافر وأن يستمتع وأن يقضي أوقاتًا سعيدة بغض النظر عن المال، الذي ينفقه من خلال «جمعيات» أو بطاقات ائتمانية أو سلفة غير قابلة للسداد!! وهي والله قضية مبكية أن ترى الكثير يتصرف بجنون ويضع اقتصاد أسرته ونفسه في مأزق ربما يكلفه الكثير ويعقد حياته كلها والسبب في ذلك هو أنه لا يعمل العقل وما توقعت أن يقترض رب أسرة قرض تمويل شخصي يدفعه على أقساط للبنك ولمدة خمس سنوات وكل ذلك من أجل أن يسافر إلى أوربا ويستمتع عشرين يومًا ويعود بعدها ويبكي سنين!! حاجة غريبة فعلا!!
ملايين المسافرين للخارج ومليارات الريالات تنفق في إجازة قصيرة وهي حقيقة مفزعة ومظللة للقرار الذي يتابع ويرصد ويعد المسافرين بدقة ويحسب المبالغ الضخمة، التي تنفق في الخارج!! لكن لو دقق في كيفية الحصول على الأموال لوجدها كلها ديونا في ديون وأرقاما (لا) علاقة لها بالواقع للحياة المكلفة والتي يفترض أن تغير نمط السلوك فينا، لكن ذلك لم ولن يحدث..!! طالما أننا نفكر بطريقة سلبية ونفرح بالسفر بعيدًا عن المال وكيفية الحصول عليه!!
(خاتمة الهمزة)... في أحد البنوك جلست مع مواطن لدقائق وكان حديثه عن معاناته مع البطاقة الائتمانية والتي وجد أن سداده لا يغير شيئًا في قيمة المديونية وقتها قلت له يا صديقي العيب ليس في البطاقة، بل في عقليتك التي تظن أن ما تأخذه منها من مال... هو صدقة!!.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
