الإجابات المسكتة لها فنها وتعكس موهبة الرد وربما الإجابة على قصة قد تطول باختزالها في جملة أو جملتين، ولكنها كافية لإسكات الطرف الآخر ومنها على سبيل المثال:
- ذهبت سيدة إلى السودان تنشد العلاج فيما مضى، فسألها الطبيب، لماذا حدث انقلاب عسكري في بلادك؟، فصمتت، ثم أعاد عليها السؤال قبل خروجها من عيادته، فوعدته أن تخبره عن السبب في الزيارة القادمة له. لم ينسَ الطبيب المعالج ذلك وعندما همَّت بالخروج سألها لم تخبريني لماذا حدث الانقلاب ضد رئيسكم، فصمتت قليلاً وقالت: هناك رغبة ليضعوك مكانه.
- أراد رجل إحراج المتنبي فقال له: رأيتك من بعيد فظننتك امرأة، فقال المتنبي وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجلاً!!.
- ويروى أنه في مجلس الخليفة أبي جعفر كان هناك ذبابة تحوم فوق وجه الخليفة وقد ضايقته.. وكان من ضمن الحاضرين العالم المعروف (ابن السماك) وقال له: يا ابن السماك، لماذا خلق الله الذباب، فأجابه: خلق الله الذباب ليذل أنوف الجبابرة.
- جلس كسرى يوماً لمظالم العباد، فتقدم إليه رجل قصير وجعل يقول: أنا مظلوم، فلم يلتفت إليه كسرى، فقال الوزير: أنصف الرجل، فقال كسرى: إن القصير لا يظلمه أحد، فقال القصير، إن الذي ظلمني أقصر مني.
- الكاتب والفيلسوف برناردشو، قال له كاتب مغرور بنفسه: أنا أفضل منك. أنت تكتب بحثاً عن المال، أما أنا فأكتب أبحث عن الشرف، فقال له برنارد شو على الفور: صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه.
- رأى رجل امرأة فقال لها، كم أنتِ جميلة، فقالت له: ليتك جميل لأبادلك نفس الكلام، فقال لها: لا بأس اكذبي كما كذبتُ!، فكانت الاجابة مسكتة حقاً.
- زار العلامة الشيخ حسن الفاتح المسجد النبوي ووقف في المواجهة للزيارة مستقبلاً سيدنا رسول الله وصاحبيه أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال له أحد رجال الهيئة آنذاك: اتجه صوب الكعبة، فرد عليه الشيخ الكعبة قبلة الصلاة، والسماء قبلة الدعاء، وسيد الوجود قبلة الرجاء وهو قبلتك في يوم لا فيه كعبة ولا سماء، صلى الله عليه وسلم، فكانت الإجابة المسكتة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
