بَركة

آباؤنا وأمهاتنا هم بركتنا في هذه الحياة..

البركة هي النماء والزيادة، ومضمونها أن ييسر الله في رزقك ويحفظ لك صحتك وأبناءك ويفتح لك أبواب الخير.. هي السكينة في النفس وراحة البال والتوفيق أينما توجهت.. البركة هي أن يحفظك الله ومن تحب من كل سوء ومكروه.

فوجود آبائنا وأمهاتنا في حياتنا والسعي إلى رضاهم والتماس دعواتهم.. لا شك أن فيها بركة عظيمة في الدنيا وبابين من أبواب الجنة.

آباؤنا وأمهاتنا.. عركتهم الحياة وعركوها، كدحوا واجتهدوا وصبروا وصابروا وأعطوا بلا حدود ولا منّ، خبروا الكثير من التجارب وخاضوا الكثير الكثير من المواقف، فرقّت قلوبهم مثلما رقّت عظامهم وضعفت قواهم مثلما ضعفت أجسادهم، وربنا المطلِع يعلم ما في قلوبهم من رقة وحنان وقلة حيلة فيستجيب لدعواتهم النابعة من قلوب صادقة ونفوس مخلصة ويجازيهم بما قدموا لأبنائهم فضلاً وعطاءَ وتحقيقاً لأمنياتهم ومطالبهم التي يرفعونها من أجل أبنائهم الى رب كريم واسع الإحسان.

هم بركتنا يحسون بنا دون أن نشكو.. ويحملون همومنا كباراً مثلما حملوا آمالنا ورغباتنا ونحن صغار.. يسعدون بطلتنا وتترقرق أعينهم فرحاً لأفراحنا، طمأنينتهم أن نكون مطمئنين، وراحتهم أن نكون موفقين.

هم بركتنا يرضيهم القليل منا وهم الذين قدموا لنا الكثير ولا زالوا يقدمون، إنهم الوحيدون الذين لا نستطيع أن نفي شيئاً يسيراً من حقهم علينا.

ونحن سنصبح بركة أبنائنا نتمثل نفس الأدوار التي جسدها آباؤنا وأمهاتنا.. نسير مع أبنائنا نفس مشوار الحياة الذي بدأه آباؤنا معنا، نربي ونتابع ونخاف ونحرص على أبنائنا مثلما كانوا هم يفعلون من قبل، نعلم الأبناء ونعتني بهم كأغصان صغيرة حتى يشتد عودها ويأخذون دورهم في سنة الخالق في خلقه.

إنها مسيرة الحياة... التي ليس فيها أغلى ولا أعز من رابطة الوالدين بأبنائهم والأبناء بوالديهم.