Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

شفافية مسؤول

هذه الصراحة والشفافية لعرض مشكلاتنا، أمام نخبة من المسؤولين ومتخذي القرار، وجمع من المهتمين بشؤون العروس من: رجال أعمال، وأكاديميين، وغيرهم، هي البداية الحقيقية للمضي في الطريق الصحيح، الذي كان علينا أن ننهجه منذ فترة طويلة لمعالجة هذه المشكلات في وقتها وقبل أن تتفاقم وتصل إلى ما وصلت إليه

A A
ورشة العمل التي عقدتها أمانة محافظة جدة يوم الأربعاء 13 محرم 1440هـ، والتي كان موضوعها يتمحور حول الهوية العمرانية لمحافظة جدة وما يكتنفها من مشكلات ومعوقات، أظهرت الجانب السلبي لوجه العروس. كلمة أمين جدة الأستاذ صالح التركي الصريحة الواضحة التي تطرق فيها وبالأرقام إلى المخالفات التي تعج بها المحافظة في المباني، والعشوائيات، والحفر البالوعية، ومجاري الصرف المفتوحة، وقد أورد أرقاماً مخيفة عن المنشآت السكنية وتجاوزاتها وبكل شفافية، حيث أفاد بأن هناك (80%) من المباني مخالفة لاشتراطات الأمانة، وأن هناك (60) حياً عشوائياً، و(850) ألف حفرة تحتاج إلى معالجة عاجلة، ومناهل صرف مفتوحة أكثر من (90) ألفاً، قابلة لابتلاع كل من يمشي عليها.

هذه الصراحة والشفافية لعرض مشكلاتنا، أمام نخبة من المسؤولين ومتخذي القرار، وجمع من المهتمين بشؤون العروس من: رجال أعمال، وأكاديميين، وغيرهم، هي البداية الحقيقية للمضي في الطريق الصحيح، الذي كان علينا أن ننهجه منذ فترة طويلة لمعالجة هذه المشكلات في وقتها وقبل أن تتفاقم وتصل إلى ما وصلت إليه،

الأمر الذي يحتاج إلى سنوات من المعالجة وإعادة هيكلة العروس بما يتواءم مع مكانتها وموقعها كبوابة للحرمين الشريفين وكجزء عزيز من بلادنا الغالية.

هناك مواضيع أخرى ومشكلات قائمة قد تطرق إليها الأمين ومر عليها لماماً، ولكنها لا تقل أهمية عن سابقتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تصريف مياه الأمطار والسيول، وردم المستنقعات في الكثير من الأحياء في جنوب جدة وشمالها والتي تمثل مصدرًا رئيساً للأمراض، والقضاء على المكاتب الهندسية التي يوجد بها العديد من المهندسين أصحاب الشهادات المزيفة، وتبسيط إجراءات الحصول على رخص البناء وفتح المحلات، وغيرها، للقضاء على البيروقراطية، والتحايل، والرشوة، التي دمرت معظم معاملاتنا، وعدم فسح أي مخطط دون اكتمال البنى التحتية من كهرباء وماء وهاتف وأراضٍ واسعة للخدمات الأخرى.

مسؤوليات الأمانة كبيرة، فهي تتحمل أعباء محافظة مليونية يبلغ عدد سكانها أكثر من (4) ملايين نسمة، والمواطن والمقيم لا ينظران سوى للسلبيات فقط، أما الإيجابيات فهي كثيرة ولله الحمد، ولكن لا داعي لمناقشتها لأنها منظورة، لذلك نحن نحتاج إلى تضافر الجهود، والعمل الجاد، الذي بدأه معالي الأمين للارتقاء بهذه المحافظة، وجعلها من أنظف وأجمل المدن على جميع المستويات، المحلية والإقليمية والدولية.

نحن فعلاً نحتاج إلى حلول عاجلة لخدمة محافظة جدة، وليت الحلول والاقتراحات تأتي من المواطنين أنفسهم، ومن ثم تُرفع لمعالي الأمين للدراسة، والاستفادة منها لتحسين الوضع القائم والوصول للهدف المنشود، وهو الوصول بمدينة جدة للعالمية حسب الرؤية الثاقبة (2030)، وقد يتحقق الأمل قبل هذا التاريخ.. حبذا لو كان هناك لجان متابعة للمقترحات والحلول التي يقدمها المواطنون، مكونة من الجهات ذات العلاقة والمسؤولية المباشرة لتطوير وتنمية المحافظة، وأن تصنف هذه الاقتراحات حسب الأولوية، ويوضع لها جدولة بحيث تعطى الأولوية في التنفيذ والإنجاز، بحيث توضع خطة استراتيجية واضحة مع مؤشرات أدائها وما تم إنجازه خلال العام وما لم يتم إنجازه، ومن ثم تقدم تقريراً سنوياً متكاملاً للجهات ذات المسؤولية عن تنمية هذا القطاع الحيوي المهم، والنهضة بمحافظتنا الغالية من أجل تنمية بيئة صحية مستدامة. وكان الله في عون الأمين وسدد خطاه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store