التميز النسبي والمنافسة

التميُّز النسبي عادةً ما يكون ناجم من هبات الطبيعة، أو مَن تَوفُّر بعض ما لا يتوفر لغيرك، ولا يستطيع الاستحواذ عليه بسهولة، وكُلفته تكون مرتفعة حتى تتم المنافسة والاستحواذ عليه. السعودية أعطاها الله ميزة نسبية في النفط والغاز، وفِي الحج والعمرة، وفِي إنتاج التمور. ويتوقع أن تستغل السعودية –مستقبلًا- المناخ في شمال المملكة، والشواطئ الجميلة التي حباها الله بها، علاوةً على الاستفادة من الإمكانات المادية، خاصة للمواطن السعودي، بتحديد الاتجاه الاستراتيجي، والاستفادة من القدرات المتاحة له. وسنُركِّز في طرحنا اليوم على الحج والعمرة والتمور، كبُعد استراتيجي يدعمنا في تطوير صناعات مستقبلية، تُسهم في تنمية الاقتصاد وزيادة القيمة المضافة.

بالنسبة للحج والعمرة، مع اكتمال البنية التحتية من توفُّر القطار، ووسائل المواصلات المرادفة، كالطيران والسيارات، علاوةً على توفُّر القدرات الإسكانية في كل من مكة والمدينة وجدة، مع فتح إمكانية زيارة باقي المدن، بعد أن كانت محظورة، أصبح القطاع مؤهلًا لدعم التنمية ورفع مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد السعودي. فمساهمة القطاع حاليًا مازالت منخفضة ودون القدرة المتوقَّعة له، وخاصة العمرة التي تمتد إلى عشرة شهور في السنة. لذلك ومع الأيام القادمة، من المتوقع ومع توجُّه الاقتصاد العالمي نحو الاستقرار، سترتفع الفائدة من هذا القطاع. خاصة وأن الاستثمار المالي لرفع قدرة القطاع الإنتاجية قاربت الوصول إلى القمة. ومع فتح المدن الأخرى سيستمتع المعتمر بزيارة المواقع التاريخية والسياحية فيها، نزولًا من الجنوب كنجران، مرورًا بالمنطقة الشرقية، وأخيرًا الذهاب إلى شمال المملكة.

وبالنسبة للتمور، لا يزال هذا القطاع واعدًا، ولَم يُستغل بدرجةٍ كافية، فالتقنية والتصنيع ركَّزت على التعبئة والتغليف، ولَم تدخل في الاستفادة من المنتجات الرديفة والأخشاب فيها. فالسعودية تنتج أكثر من عشرة ملايين نخلة، أي أكثر من مائة ألف طن أخشاب سنويًا، يمكن أن تقوم عليها عدة صناعات حيوية، بدلًا من حرقها حاليًا. كما أن المنتجات الأخرى من تصنيع التمور، وإنتاج منتجات أخرى، لاتزال في مرحلة التطوير والتفكير في كيفية الاستفادة منها.

وكما أسلفنا، فالعمرة والحج لا يمكن أن تكون في غير السعودية. وفِي نفس الوقت وجود أكثر من عشرة ملايين نخلة في ازدياد، يُصعِّب الأمر على المنافسة من قِبَل الغير لتجاوز السعودية.