Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

فزعة جار!

A A
* الإيقاع السّريع لحياة اليوم، ومعطياتها وظروفها، وما فرضته من تَنقلات على الأُسَر؛ بحثاً عن السَّكَن المناسب لها، صنع أحياءً يكسوها الغموض، وبُعداً واضحاً بين جِيْرَانِهَا؛ حتى أن مَن يسكنون في بناية واحدة قد لا يعرفون بعضهم!

* تلك الحالة لها سلبياتها الأمنية والتربوية والمجتمعية؛ فهي مَن سمحت بِتخفي بعض الجماعات الإرهابية والمخالفة للأنظمة والقوانين، كما أكدتْ العمليات الاستباقية التي نفذتها الجهات الأمنية بنجاح خلال السنوات الماضية.

* أيضاً بُعْد الجيران عن بعضهم، وَتَقَوْقُع كُلّ منهم في بيته وعلى نفسه، ساهم في حضور بعض الممارسات غير الأخلاقية؛ نتيجة لغياب التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسؤولية المشتركة، وهما خط الدفاع الأول أمام أية تجاوزات، أيضاً من سلبية تَنَافُر سكان الحيّ الواحد، معاناة بعضهم صحياً أو اقتصادياً دون أن يشعر بهم جيرانهم الأقربون، وهم ربما قادرون على مساعدتهم.

* طبعاً تلك صورة عامة، فيما هناك استثناءات واجتهادات حاولت ترميم علاقة الجيران ببعضهم، مستثمرة التقنيات الحديثة، ومنها (تطبيق فَزْعَة جَار) الذي أطلقه (الأستاذ عمر التركستاني)؛ وهو الذي يقوم على ثلاثة أبعاد رئيسة: (البعد الاقتصادي من خلال إتاحة استعارة أو تأجير معدات لدى الجيران، والاجتماعي الذي من خلاله يتم التعارف والتعاون بينهم، والأمني الذي فيه مراقبة للحَيِّ ومنازل الجيران حين يسافرون، ومساندتهم لدى الحاجة).

* أخيراً قُرب الجِيْرَان من بعضهم، وتعاونهم، له إيجابياته التي لا حصر لها، وله منطلقاته الشرعية التي نفتخر بها في ديننا الإسلامي، فما أرجوه من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أن تقوم بتفعيل أدوار مراكز الأحياء، وكذا استثمار المنابر الدينية والتعليمية والإعلامية للتكريس لمفهوم ومضمون وتطبيقات الجِيْرَة الصالحة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store