Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

من أتى أولاً؟!

A A
في كتابي القادم عن الرومانسية خطر لي أن أقارن بين الحب والرومانسية، فهل هما كلمتان متطابقتان يعنيان نفس الشىء أم هناك فرق بينهما. ولمعرفة ذلك كان لابد من تعريف الحب، وتعريف الرومانسية. وقد وجدت من التعريفات للحب ما يفيض ويمكن تصديره لكثير من العشاق. فهناك عشرات، بل مئات وربما أكثر من التعريفات يصعب أن نختار واحداً منها.. وكذلك الحال مع الرومانسية.

***

وسأكتفي بتعريف الحب بأنه علاقة تجمع بين قلبين يتعلق صاحباهما ببعضهما البعض. أما الرومانسية فتقترن في أذهاننا عادة بقصص العشق والغرام وتذكرنا بقيس وليلي، وعنتر وعبلة، وجميل وبثينة.. وروميو وجوليت في الأدب الغربي. لكن: ما هي الفوارق بين الحب والرومانسية، .. وأيهما أسبق وأهم؟ وهي تساؤلات تشبه تلك التي تُثار حول لغز طالما حيّر الناس منذ فجر التاريخ، وأصبح قولاً شائعاً عند الفلاسفة القدماء، وهو من جاء الأول: البيضة أم الدجاجة؟

***

ولقد عرفت الرومانسية في كتابي بأنها المقدمات التي تهيئ الأحباب.. للدخول في الحب. وكلمة الرّومانسية، أو الرومانتيكية، أو الرومانطيقية، مُشتقّة من المصطلح الفرنسي رومان (roman)، أو باللغة الإنجليزية (romance) وتعني الِقصّة أو الرّواية التي تتكلّم عن المغامراتِ الخياليّة والعواطفِ الكثيرة وليس للعقلِ سلطةٌ عليها، ولا تستندُ على الأسلوبِ التّقليديّ الكلاسيكيّ الذي يعتمدُ على الأناقةِ الشّكليةِ، وتُعلِي من شأنِ الخيالِ الواسعِ والعميقِ الذي يتضمّنُ الهروبَ من الواقعِ وعدم الالتفاتِ كثيراً إليه.

***

يظل في النهاية الحب والرومانسية مشاعر يصعب تفسيرها يشترك فيها كياننا الحسي والعاطفي والروحي، قد يغلب عنصر منها على آخر لبعض الوقت، لكنها تظل متلابسة متواشجة، نحتاج الكثير لسبر أغوارها وكشف أسرارها.

#نافذة:

«لأن الصخر والذى أهواه ما لان.. الله أكبر ما أقساك انسان»

منير سهلي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store