Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

خطوطنا السعودية.. الله يحفظك

وتقف "السعودية" اليوم في مصاف كبرى شركات النقل الجوي في العالم بأسطولها وخدماتها ومحطاتها ودقة مواعيدها ولا نملك إلا أن نقول للسعودية "الله يحفظك" وهو الدعاء الذي تزدان به طائراتها ولله الحمد.

A A
تعود صلتي بخطوطنا الجوية الوطنية «السعودية» إلى أكثر من خمسة وأربعين عاماً مضت، حين كنت طالباً في السنة الثالثة بجامعة أم القرى التي كانت شطر جامعة الملك عبدالعزيز آنذاك، وتحديداً عام 1394هـ/ 1974م، وكانت «السعودية» وقتها تقدم فرصاً تدريبية وتشغيلية فريدة لطلاب الجامعات السعوديين سبقت بها عصرها، وحققت بها ريادة في السعودية وتأهيل أجيال المستقبل، وذلك بتبنيها برنامجاً صيفياً يعمل فيه طلاب الجامعات في مختلف قطاعات السعودية لثلاثة أشهر، كلٌ حسب تخصصه في الهندسة أو الإدارة أو حتى الآداب واللغات، وكانت تُصرف للطالب خلال تلك الفترة مكافأة شهرية قدرها ألف ريال وكانت تعدل وقتها قدرتها الشرائية خمسة آلاف وربما عشرة آلاف في يوم الناس هذا، إضافة إلى منح الطالب في نهاية الصيف تذكرة مجانية لإحدى الدول العربية. وهذه الفرصة العظيمة يتمناها شبابنا هذه الأيام. وحظيتُ بهذه الفرصة وقتها وعملت بحكم التخصص محرراً ومصححاً لغوياً في مجلة «الجناح الأخضر» العريقة التي كانت تصدرها «السعودية» آنذاك، وكان رئيس تحريرها الأخ الكريم صديق الصبا والشباب سعادة الدكتور عدنان بن خليل باشا أمد الله في عمره. وتعلمتُ منه بلا فخر أسس العمل الصحفي الاحترافي، ومكثتُ معه ومع أسرة الجناح بعد انقضاء الصيف لسنوات حتى ابتعثتُ إلى أمريكا أواخر السبعينيات، وعاصرتُ عمالقة من رجالات الجيل الأول في السعودية من أمثال كامل سندي ويوسف أديب الأعمى ورضا حكيم ومحمد علي أشموني ومحمد علي أسعد تونسي رحم الله من تُوفي منهم وبارك في أعمار الباقين، وصولاً إلى سعادة الأستاذ يعرب عبدالله بالخير الذي كان له الفضل بعد الله في تعريفي بالبرنامج الصيفي للسعودية وإلحاقي به.

وعلى مدى ما يقرب من نصف قرن لم تنقطع صلتي بخطوطنا الغالية، وكتبت مراراً عن إنجازاتها المتتالية في الصحافة السعودية وفي مجلتي «أهلاً وسهلاً»، و»عالم السعودية»، ومازلت أدين بالفضل لها في عملي الإعلامي الأول الذي تعلمت منه الكثير. وكما لم أنسَ ولن أنسى السعودية، لم تنسَني السعودية خلال نصف القرن هذا ولطالما دُعيت إلى مناسباتها واحتفالياتها وكان آخرها حفل استلام الطائرة الأخيرة من أسطول طائرات الإيرباص.

وقد تلقيت اتصالاً من الأخ والزميل الأستاذ نبيل زارع يبلغني فيه دعوة «السعودية» لي لحضور هذا الحفل.. وأقيم الحفل عصر الأربعاء 23/1/1440هـ، 3/10/2018م، في مبنى الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة برعاية سعادة مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر وحضور القنصل الفرنسي بجدة ومسؤولين كبار من شركة إيرباص وعدد كبير من المسؤولين والإعلاميين إضافة إلى عدد كبير آخر من كبار موظفي «السعودية» وأقيم الحفل الخطابي داخل «هنجر» إلى جوار الطائرة «المحتفى بها»، التي وقفت شامخة وعليها شعار السعودية، وأتيحت الفرصة لنا جميعاً لدخولها والتعرف على مزاياها ومقصوراتها وإمكانياتها التقنية الهائلة. وعلاقة خطوطنا السعودية بإيرباص قديمة تعود إلى عام 1984م، حين تسلمتْ أول طائرة من طراز (600- 300 A) التي كانت الأقوى والأحدث في ذلك الوقت وبعدها استلمت السعودية عشر طائرات أخرى، لتصبح من أوائل الشركات العالمية التي تستخدم هذا الطراز المطور من الطائرات، وعام 2007م تعاقدت السعودية مع إيرباص لدعم أسطولها بخمسين طائرة أضيفت لها لاحقاً اثنتا عشرة طائرة أخرى، وتسارعاً لتحقيق الأهداف الخاصة ببرنامج التحول الوطني 2020 وانطلاقاً لغايتها الجديدة «معاً نصوغ مستقبلنا»، أُبرمت اتفاقية تحصل «السعودية» بموجبها على 50 طائرة من أحدث ما أنتجته إيرباص. وقد استعرض سعادة المهندس صالح الجاسر في كلمة مرتجلة رصينة كل مراحل التعاون بين الشركتين وألمح إلى كثير من الإنجازات التأريخية للسعودية في المرحلة الأخيرة من أهمها ابتعاث آلاف الشباب السعودي في كل مجالات الطيران.

وتقف «السعودية» اليوم في مصاف كبرى شركات النقل الجوي في العالم بأسطولها وخدماتها ومحطاتها ودقة مواعيدها ولا نملك إلا أن نقول للسعودية «الله يحفظك» وهو الدعاء الذي تزدان به طائراتها ولله الحمد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store