Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

اعتراض سيارات المهمات الحرجة!

ولعلك تعجب أشد العجب عندما تلاحظ أن طرقاتنا وشوارعنا الرئيسة أصبحت مضامير سباق تسبق سيارات الإسعاف بحيث تعيق حركتها، أو بالوقوف التام أمامها، وعرقلة سيرها خاصة في أوقات الذروة لازدحام الطرق، وذلك بدون وعي أو أدنى اهتمام بما تحمله هذه السيارات من مرضى، أو مصابين هم في أمسِّ الحاجة للوصول إلى أقرب مستشفى وبأسرع ما يمكن.

A A
تفرض أنظمة المرور في معظم دول العالم الأول بوضع قيود صارمة على احترام سيارات المهمات الصعبة والعاجلة، والتي تتطلب السرعة في إفساح الطريق لها من أجل الوصول إلى مبتغاها في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة الآخرين، ولعل من أهمها: سيارات الإسعاف التي تحمل مرضى على وشك الموت، ويتطلب وصولهم إلى المستشفى في أقصر مدة زمنية ممكنة، وكذلك الأمر ينطبق على سيارات الدفاع المدني التي تسعى جاهدة في الوصول لمنطقة الحدث في أسرع وقت ممكن من أجل إخماد الحريق، أو إنقاذ أرواح بريئة من الهلاك، ودرء المخاطر عن أصحابها.

ولعلك تعجب أشد العجب عندما تلاحظ أن طرقاتنا وشوارعنا الرئيسة أصبحت مضامير سباق تسبق سيارات الإسعاف بحيث تعيق حركتها، أو بالوقوف التام أمامها، وعرقلة سيرها خاصة في أوقات الذروة لازدحام الطرق، وذلك بدون وعي أو أدنى اهتمام بما تحمله هذه السيارات من مرضى، أو مصابين هم في أمسِّ الحاجة للوصول إلى أقرب مستشفى وبأسرع ما يمكن.

في دول العالم الأول يوجد نظام يجرِّم السير أثناء مرور مثل هذه المركبات (الإسعاف، أو سيارات الإطفاء)، ويجبر أي سائق بالوقوف تماماً على جانب الطريق الأيمن، أو ترك مسافة للسماح بمرور سيارات المهمات الصعبة وذلك بإفساح الطريق لها، وعدم السير خلفها بسرعات جنونية تعرض الآخرين للخطر، ولكن في طرقاتنا وشوارعنا رغم إطلاق سيارات الإسعاف لصفاراتها المميزة لكي يسمح لها بالمرور فلا حراك، أو استجابة لنداءاتها، حيث إن أحاسيس بعض السائقين قد تبلدت، وجهلهم بأهمية مرور مثل هذه المركبات التي تحمل أرواحًا بريئة أوشكت على الهلاك بتأخر وصولها إلى نقطة النهاية جراء تعنت مستهتر يعبث بأرواح العباد.

نرجو أن يكون هناك توجيه صريح لعموم مستخدمي الطريق، وجميع فئات المجتمع بأن من يعيق حركة مركبات المهمات الحرجة، يطبق عليه غرامات كبيرة، وجزاءات رادعة في حال ثبوت إعاقة سير هذه المركبات، إما بإعاقة حركتها، أو تتبعها بسرعات فائقة، أو السير وعدم الوقوف أثناء مرورها على الطريق.

إن من الأمور المهمة التي يجب العناية بها عدم شغل الكتف الأيسر من الطريق بأي حال من الأحوال، لأنه مخصص لمثل هذه الأمور التي لا تتحمل التأخير، أو التباطؤ في حركة سيرها نحو الهدف المنشود، كما يفضل أن تؤكد الإدارة العامة للمرور على العموم بعدم استخدام كتف الطريق الأيسر بوجه عام، وضبط السائقين المخالفين المتهورين الضاربين بكل أنظمة المرور عرض الحائط، والمساهمين في إزهاق أرواح العباد لأنه ليس لهم رادع من غرامة أو سجن، للحد من تهورهم، وطيشهم الزائدين اللذين يُعرِّضان مستخدمي الطريق للخطر والحوادث المميتة.

قيادة المركبة فن، وأخلاق، وسلوك حضاري راقٍ، يمارسه السائق على الطريق، وحتى نحقق المقولة «السلامة أولاً» ونحفظ حقوق الآخرين بالسير بأمان حتى يصل الجميع إلى مبتغاهم -بإذن الله- دون حوادث، أو كوارث، ناتجة عن السرعات العالية، والتهور غير المبرر، لابد أن يلتزم السائقون بتعليمات وأنظمة المرور لأن الطريق ملك للجميع.. نسأل الله السلامة لعموم مستخدمي الطريق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store