Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

جماليات الخطابة

A A
الوعظ والإرشاد لم يعد محصورًا على المسجد وهذا ما أكد عليه عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح الفوزان في محاضرة تناولت واجب الخطباء والدعاة في نشر العلم الشرعي وتعزيز منهج وعقيدة السلف الصالح.. وتضمنت محاضرته بأن يكون الخطيب قدوة في نفسه قبل أن يتكلم وأيضًا يجب على الداعية والخطيب أن يكونا قدوة في مظهرهم وقولهم وفعلهم.

إن من أهم صفات الداعية الناجح والمؤثر أن يكون مخلصًا وصادقًا في دعوته لله، لا يريد منها اكتساب السمعة وثناء الناس وإنما رضاء الله عز وجل وأن يكون قدوة حسنة لأن الناس يقتدون به في جميع جوانب حياتهم فلا يأتي بخلق قد نهى عنه، كما أن للخطيب الناجح مميزات أبرزها عدم إطالة الخطبة لأنها تورث الملل والسآمة واختيار المعاني الجميلة وتوصيلها إلى قلوب السامعين بألفاظ جميلة.

وأكد الدكتور الفوزان على أن الخطبة مسؤولية وتوجيه وفتوى وتعليم وعلى الداعية الإفادة والتأثير وصلاح النية وأن هناك مدرسين انطبع كلامهم في قلوب تلاميذهم وبقي تأثيره فيهم نتيجة لإخلاصهم وصلاح نيتهم واستعدادهم بالعلم النافع والقدوة الحسنة، وأن هناك أناساً لا يتعدى كلامهم حناجرهم حسب النية والقصد وحسب الاستعداد والاهتمام بهذا الموقف.

* رسالة:

عندما قال أبو ذر الغفاري لبلال بن رباح -رضي الله عنهما- حتى أنت يا ابن السوداء تخطئني؟ فقام بلال غاضبًا وقال والله لأرفعنك لرسول الله - تغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال (يا أبا ذر أعيَّرته بأمه؟ إنك أمرؤ فيك جاهلية) فبكى أبو ذر وقال: يارسول الله أستغفر لي ثم خرج باكيًا من المسجد، وأتى إلى بلال ووضع خده على التراب.. وقال والله لا أرفع خدي حتى تطأه برجلك أنت الكريم وأنا المهان فأخذ بلال يبكي واقترب وقبَّل ذلك الخد - وقال والله لا أطأ وجهاً سجد لله سجدة واحدة ثم قاما وتعانقا..

الاعتذار ثقافة راقية وخلق عظيم ونبيل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store