ثقافات متخلفة..!

يعيش المجتمع حالة من التناقض الرهيب، يتمثّل في وجود تحضّر شكلي في الملابس، والبيوت، والسيارات، مقابل الإصرار على عادات وسلوكيات تنم عن ثقافة متخلّفة، ينقصها الكثير من أدوات الحضارة والوعي. وبالرغم من انتقال المجتمع إلى حياة مدنية، تتوفر فيها مقومات تجعل منه مجتمعًا تقدميًّا واعيًا، إلاّ أن الثقافة التربوية الخاطئة التي استقاها الأفراد من بيئات وأوساط معينة تصطدم بتلك المقومات الحضارية؛ ممّا جعل الصراع على أشده بين المظهر والجوهر!.. فعلى سبيل المثال مازالت ثقافة رمي النفايات في الشوارع، ومن نافذة البيت، أو السيارة تسيطر على تصرفات أناس بعضهم يحمل درجة علمية كبيرة، وذلك حتمًا يؤكد حالة التناقض بين حضارة الفكر، وحضارة الشكل. كذلك فإن من أمثلة تلك الثقافات المتخلّفة مضايقة الآخرين في الطرق، وعدم القيادة بوعي مروري كامل، وأيضًا ثقافة التجمهر والعراك بالأيدي لأتفه الأسباب. كل تلك الأمثلة تتطلب دورًا أسريًّا كبيرًا ينسجم مع وجود أنظمة صارمة تحد من تفشي تلك الثقافات السيئة، كالتي تطبق في مجتمعات الدول المجاورة لنا على الأقل! صدّقوني إن الاستهتار بأهمية الوعي في رسم خارطة الثقافة المجتمعية يؤدّي بالتالي إلى تخلّف كبير بغض النظر عن انتشار العمارات ذات الأبراج العالية، وركوب السيارات ذات الأسعار الخيالية...! الحضارة، فكر وتنوير ووعي، بدون ذلك فإن الثقافات البليدة تشوّه الشكل الحضاري الذي نتباهى به أمام الأجانب والغرباء!! رذاذ: ** يقول الأستاذ والدكتور المثقف عبدالكريم بكار: «إن النقد في جوهره مجموعة من العمليات الذهنية التي تستهدف تقييم بعض الحقائق والمعلومات والأفكار والظواهر».. وشدد بكار في كتابه (تكوين المفكر) إلى أن النقد أساس لبناء مجتمع قوي. وأقول إن كلامه مفيد بلا شك؛ ليت بعض المسؤولين يفهم أن النقد لصالحه قبل أن ينتقد هذا النقد وأهله. ** لو أُقيم في الأحياء مراكز ثقافية بإشراف عدد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لحققت تلك المراكز ما يُرجى من شحذ للطاقات المثقفة، بدل الأندية الرياضية التي تتحدث عن اهتمامها بالجانب الثقافي.. والحق أن ميزانية كرة القدم لا تُقارن مطلقًا بما يقدم للشباب المثقف والطموح. Salh2001@yahoo.com