Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

الريال الأبيض!

A A
بدخول فصل الاعتدال وحلول شهر الميزان، وعودة الميسورين من المصايف داخل المملكة أو خارجها، يبدأ ربُّ البيت بمراجعة حساباته ورصيده في البنك، كمقدِّمة لترتيب ميزانيّته من الصفر للشهور المقبلة، إذا لم يكن قد أتى على معظم مدَّخراته أو كلِّهَا!

تكلفة الخدمات من كهرباء وماء ومواصلات ورسوم دراسيَّة للأبناء، إضافةً إلى متطلَّبات المطبخ من موادَّ غذائيَّة، والبيت من مواد صيانة وتنظيف. وفواتير الجوَّالات التي يحملها كلُّ فرد من العائلة، صغيرهم قبل كبيرهم، أصبحت أكبر همٍّ يُواجه ربَّ الأسرة المعتمد على الراتب وحده.

شهرًا بعد شهر -إن لم يكن يوميًّا- تزداد معاناة كلِّ من لم يُرتِّب ميزانيّته على قدر متطلباته، ففيها الوارد من طرف، والنفقات المنتظرة في المقابل، وقد وُزِّعت على بنود أوجه الصرف بدايةً من إيجار السكن؛ عند الأغلبيَّة الذين لا يملكون مساكنهم، ونهايةً بعُشر الدخل الشهري كاحتياطي لطوارئ الأشهر القادمة. ثمَّ على رب الأسرة أن يتدارس مع ربَّة المنزل وأبنائه الراشدين طُرق ترشيد الإنفاق، والاقتصار على ما هو ضروري وعاجل، ولا مهرب من تأمينه. ومع ذلك مراقبة استهلاك الكهرباء في السكن وتقليصه قدر الإمكان. وفي أسواق الإنترنت عروض لأجهزة ضبط استهلاك الكهرباء تُخفِّض التكلفة إلى النصف. كذلك، مراقبة الجوَّالات وسحب الإنترنت من جوَّالات الصغار، والاستفادة من باقات تعرضها شركات الاتِّصال للعائلة بكامل أفرادها. ويجب التعوُّد على وضع قائمة المشتريات بالكميَّات المطلوبة فقط دون زيادة، قبل التوجُّه إلى مراكز التسوُّق، والتقيُّد بما في القائمة من احتياجات دون زيادة، مهما كان إغراء العروض.

يستحقُّ برنامج «هو وهي» في قناة MBC لترشيد الإنفاق، الثناء والتشجيع والتقدير لمساعدته المشاهدين الذين يعتمدون على الراتب؛ لوضع ميزانيَّة مصروفاتهم. وما خاب من وفَّر قرشه الأبيض لليوم الأسود.

أمَّا العظة والموعظة في قوام الحياة، فتتجلَّى بحكمة ربَّانيَّة في محكم كتابه: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنَقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store