Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السديس: نحتاج إلى «خارطة طريق» لإنقاذ الأمة من الفتن

No Image

دعا إلى سعة الصدر في المسائل الخلافية

A A
أكد أمام وخطيب المسجد الحرام، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الأمة تحتاج إلى «خارطة طريق «لإنقاذها من الفتن وعلاج مشكلاتها ووقف نزيف دماء أبنائها باستئصال أسباب الصراع في بعض أرجائها كالحزبية المقيتة، والطائفية البغيضة، وما خلّفت من فتن واضطراب ونزاع واحتراب، وبين أن شريعة الإسلامِ شريعةُ هدايةٍ واستقامةٍ، ووسطيةٍ واعتدالٍ، مشددا على قادة الأمة وعلمائها ومفكريها الاتفاق على مبادئ مشتركة لتجديد أمور الدين مع الحفاظ على الثوابت والمُسلَّمات.

وقال في خطبة الجمعة، أمس، إن المسائل الخلافية ينبغي أن تتسع لها الصدور ولا يُبَادَرُ فيها بالإنكار على المخالف، وأنه من المقرر في الشريعة أنه لا إنكار في مسائل الخلاف المعتبرة، وأن الفتوى تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة، والظروف والأحوال، والعادات والأشخاص، وأن حكم الحاكم يرفع الخلاف، وحكمه في الرعية مَنُوطٌ بِالمصلحة.

وبين الدكتور السديس أن شريعتنا الغرَّاء زخرت بالأصول النافعة والمقاصد الجامعة في قضايا الدين والدنيا معًا، وحوت نصوصًا ومقاصد، وحكمًا وقواعد، ملأت البسيطة عدلًا وحكمة وتيسيرًا ورحمة، واستوعبت قضايا الاجتهاد والنوازل، فأبانت أحكامها، وأوضحت حلالها وحرامها عبر ميزان دقيق، ومعيار وثيق، وأصول محكمة، سار عليها علماء الإسلام، ومجتهدو الأنام، مما كان له الأثر البالغ في تحقيق الخير للأفراد والمجتمعات، وإصابة الحق في الاجتهادات والمستجدات.

وأوضح أن الشريعة ليست جامدة، أو أحكامًا متحجرة، بل هي مرنة متجددة، لا تنافي الأخذ بالتجديد في وسائل وآليات العصر والإفادة من التقنيات في مواكبة المعطيات والمكتسبات، والمواءمة بين الثوابت والمتغيرات والأصالة والمعاصرة.

وأشار إلى أن المقصد العام من التشريع هو حفظ نظام الأمة واستدامة صلاح المجتمع، باستدامة صلاح المهيمن عليه وهو الإنسان».

وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: «ومن ضوابط الاجتهاد المهمة أن يقوم عليه أهل الحل والعقد والرأي والعلم، فإن موافقة الشرع ومقاصد الشريعة تحتاج إلى العلماء الربانيين، ذوي العقليات الفذة والمَلَكات الاجتهادية، الذين يُحْكِمون الأصول والقواعد، ويَزِنُون الأمور بميزان الشرع الحنيف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store