Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

د. الزهايمر ومدام أوغست

A A
في يوم 21 سبتمبر من كل عام، ينطلق يوم عالمي لمرضى الزهايمر الهدف منه التعرف على التحديات التي يواجهها مرضى الزهايمر وذووهم. فمن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تبين أن عدد المصابين بمرض الزهايمر على مستوى العالم في العام 2015م بلغ حوالي 44 مليون مصاب، مع احتمال أن يرتفع العدد إلى ثلاثة أضعافه بحلول 2050 م، ليصل إلى 135 مليون مصاب تقريباً، لدرجة أن وزارة الصحة البريطانية وصفت المرض بأنه تحدٍ عالمي متنامٍ مع الزمن. وفي المملكة يقدر المختصون وجود أعداد كبيرة من المصابين بالمرض في مختلف المناطق، تُشكِّل النساء النسبة الأكبر منهم، كما تشير الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر الى أن فرص الإصابة بالمرض تتضاعف كل خمس سنوات عند الأفراد الذين تجاوزوا 65 عاماً، فيما وجد أن 50% من الذين تجاوزوا 85 عاماً مصابون بالمرض. وقد سُمي بالزهايمر نسبة الى الطبيب الألماني (ألويس الزهايمر) الذي كان أول من وصف المرض في عام 1906 م، ومن بعده استطاع العلماء في القرن الماضي أن يتوصلوا الى كثير من الحقائق المهمة حول المرض. وتعتبر الألمانية (أوغست ديتر) المولودة بمدينة كاسل الألمانية في العام 1850 م أول انسان شُخِّص بمرض الزهايمر كان ذلك في بداية العام 1901 م وكانت في الخمسين من العمر تقريباً، بمعنى أن مرض الزهايمر قد يصاب به المريض وهو في عمر أقل من 50 عاماً، وذكر الأطباء أن هذا المرض لا يعتبر مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، وأن احتمال الإصابة به تتزايد مع تقدم العمر. بدايةً شعرت مدام (أوغست) بفقدان الذاكرة تدريجياً لدرجة انها أصبحت لم تعد تتذكر اسمها أو عنوان سكنها وكانت تردد دائماً انها تفقد نفسها تدريجياً. وعندها قام زوجها بأخذها إلى أحد المراكز النفسية وعرض حالتها على الطبيب الألماني (ألويس الزهايمر) وبعد فحصها وجد أنها تعاني من مرض عضوي. وقد أثبت الأطباء بعد ذلك أنه مرض يصاب به المريض نتيجة جينات وراثية تؤدي إلى تلف الخلايا في الدماغ وانكماش في المخ يصل الى النصف في بعض الحالات ويتطور مع الزمن ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم. وقد أثبت الطبيب (ألويس) أن الزهايمر مرض يختلف عن مرض الشيخوخة الذي يعتبر مرضاً غير عضوي ويصاب به الأشخاص نتيجة لتقدمهم في العمر وعادةً يؤدي الى ضعف الجهاز العصبي وعضلات الجسم، أما الزهايمر فيعتبر مرضاً عضوياً عضالاً لا شفاء منه إلا أن هناك علاجات قد تحسِّن من جودة حياة من يعانون منه مع بعض الإرشادات الطبية مثل الحميات الغذائية وممارسة بعض أنواع من الرياضة الذهنية والبدنية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store