Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

نجح السعوديون وبقي إعلامنا الخارجي

وبالتالي أجزم حان الوقت -كما أكدتُ في عدة مقالات- لأن نعيد النظر في سياساتنا الإعلامية، ولاسيما الخارجية لتكون قائمة على خطط استراتيجية، ومهنية عالية ومبادرات مبتكرة وفاعلة، تستقطب المبدعين من شباب الوطن، وتُعزز من قدراتهم في شتى الأدوات الإعلامية لصناعة رأي عالمي داعم للمملكة، وهي التي يميزها اتزانها وعدالة القضايا التي تؤمن بها

A A
* المملكة العربية السعودية في مساحتها أشبه ما تكون بالقارة، التي من خصائصها تنوّع جغرافيتها ومناطقها وقبائلها وأُسرها الكريمة والعريقة، التي لها جميعاً التقدير، ولِموروثها كل الاحترام، ذلك التنوع حاولت استغلاله الجهات والأصوات والأقلام المعادية، التي كانت ولاتزال تسعى لزرع الفتنَة في شرايين المجتمع السعودي من خلال العزف المستمر على أوتار العَصبِيات المناطقِيّة والقبليَّة، وكذا الطائفية.

* ولكن السعوديين كانوا أكثر ثقافة ووَعْياً بتلك المحاولات والهجمات؛ فدائماً ما يَئِدونها في مهدها بوحدة صِفِّهم وصِدْق انتمائهم لوطنهم ولقيادته الرشيدة، وقد بَرز ذلك في العديد من المنعطفات والأزمات، ولعل آخرها ما يدور هذه الأيام حول (قضية الأستاذ جمال خاشقجي رحمه الله)؛ فالحملات الإعلامية الشرسَة التي تعرضت لها السعودية قيادة وشعباً كان من أدواتها استحضار تلك العصبيات.

* ولكن كان أبناء المملكة بالمرصَاد وخط الدفاع الأول عن وحدتها وسمعتها ومكانتها ومصداقيتها؛ وكانوا بمثابة جيش إعلامي استثمر قدراته وإمكاناته، لِيُشعل ساحات مواقع التواصل الحديثة وبرامجها في الردّ على الشائعات والتسريبات مجهولة المصدر، التي قامت على تزييف الحقائق؛ والتي هَـدفت لتشويه صورة بلاده وقَادتها، تلك التي كان الإعلام المعادي يبثها بمختلف قنواته ووكالاته وحِساباته صباحَ مساءَ.

* وهنا إذا كان المواطنون السعوديون قد نجحوا -ولله الحمد- في التكريس لوحدتهم عبر وحدة كلمتهم وصَفِّهم وتلاحمهم، وفي الذّود عن وطنهم وحكامه؛ فلابد من الاعتراف بذلك القصور في إعلامنا الخارجي الذي رغم الاجتهادات لم يكن قادراً على مواكبة الحدث، وإيصال الصوت السعودي النزيه للعالم الخارجي.

* وبالتالي أجزم حان الوقت -كما أكدتُ في عدة مقالات- لأن نعيد النظر في سياساتنا الإعلامية، ولاسيما الخارجية لتكون قائمة على خطط استراتيجية، ومهنية عالية ومبادرات مبتكرة وفاعلة، تستقطب المبدعين من شباب الوطن، وتُعزز من قدراتهم في شتى الأدوات الإعلامية لصناعة رأي عالمي داعم للمملكة، وهي التي يميزها اتزانها وعدالة القضايا التي تؤمن بها.

* أخيراً مِن فضلة القَول التأكيد بأن الإعلام أصبح اليوم سلطة هامة لابد من استثمارها، فهل تبادر وزارة الإعلام بإقامة ملتقى كبير للإعلاميين للإفادة من خبراتهم ورؤاهم في هذا الميدان، هذا ما أتمناه وأدعو إليه عاجلاً غير آجِل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store