بحيوية الشباب، خطف كيريل ديمتريف رئيس الصندوق الروسى للاستثمارات المباشرة الأضواء في اليوم الأول من مبادرة الاستثمار بالرياض بحديثه المفعم بالإعجاب والتقدير للرؤية السعودية للإصلاح وتطلعه للمزيد من التعاون بين البلدين. وديمتريف المولود في مدينة كييف الأوكرانية، في عام 1975 يحمل تجربة عريضة في البنوك والاستثمار تفوق سنه التي لا تزيد على 42 عامًا في الوقت الراهن.
والحقيقة أنه يعمل منذ سنوات على تقوية الشراكات السعودية الروسية لتكون أكثر انفتاحًا على مختلف القطاعات، وهو ما تجلى في تأسيس صندوق مشترك لهذا الغرض بين البلدين من العام الماضي، وفي كلمته أمس الأول وصف رؤية 2030 بالمهمة والتي تستحق الدعم، وربما يفسر ذلك حجم الوفد الروسي الكبير الذي اصطحبه إلى المؤتمر ديمتريف. وعمل ديمتريف بعد دراسته في الاقتصاد في هارفارد في بنك جولد مان ساكس الأمريكي العريق، ومستشارًا في ماكنزى للأبحاث وبراغ ولوس انجلوس قبل أن يعود إلى روسيا في 2000. وبينما تحمل سيرته الذاتية أيضًا عمله في الصندوق الروسي الأمريكى المشترك، كانت المحطة الأهم في حياته في 2011 عندما تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا للصندوق الروسي للاستثمار برأسمال 10 مليارات دولار لتنويع استثمارات بلاده بعيدًا عن النفط، وهو مابرع فيه بشكل ملحوظ، حيث لم تمضِ فترة قصيرة، وإلا كان قد حقق نجاحًا بتنويع الاستثمارات مع دول مختلفة مثل السعودية واليابان والكويت والبحرين وغيرها. وعلى إثر ذلك اختاره المنتدى الاقتصادي العالمي كأحد القادة الشباب العام الماضي. وفي رؤيته للمملكة، يؤكد على أنها شريك أساسي لروسيا في العديد من مشروعات البنية التحتية والطرق فى بلاده فضلًا عن مشروعات النفط والغاز، بينما تتطلع الشركات الروسية لبناء المزيد من المصانع في المملكة. ولعل التحول النوعي في علاقات البلدين جاء على خلفية اللقاء بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس بوتين على هامش قمة العشرين في الصين والذي دشن لبداية قوية من أجل إنقاذ أسعار النفط التي كانت قد تهاوت في ذلك العام إلى أقل من 40 دولارًا.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
