علّق الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا أمس السبت البرلمان وسط أزمة سياسية نجمت عن إقالته رئيس الوزراء. وقال مسؤولون في البرلمان إن الرئيس علق كل اجتماعات أعضاء البرلمان البالغ عددهم 225، حتى 16 نوفمبر. وجاء قرار الرئيس بعد ساعات على دعوة أطلقها رانيل ويكريميسينغي الذي أقاله الرئيس الجمعة، لعقد دورة طارئة للبرلمان ليتمكن من إثبات أغلبيته. وكان يفترض أن يعقد البرلمان في الخامس من نوفمبر لمناقشة ميزانية 2019. لذلك يمكن أن يسبب تعليق عمل البرلمان مشكلات للحكومة بينما تشهد البلاد أزمة اقتصادية.
وكان «سيريسينا» عضوًا في البرلمان وقد تقلّد عدة حقائب وزارية، قبل أن يصبح رئيسًا لبلاده في يناير الماضي، في انتخابات رئاسية رسخت التحول الديمقراطي في سريلانكا. ولد «مايثريبالا سيريسينا» عام 1951 في قرية «ياجودا» بإقليم «جامباها» في غرب سريلانكا، لكنه ينحدر من المنطقة الوسطى الشمالية، وقد أصبح أول رئيس للبلاد يأتي من تلك المنطقة. وهو ابن عائلة مزارعة فقيرة، خلافًا لكثير من القادة السياسيين في سريلانكا. فقد حصل والده خلال الحرب العالمية الثانية على 5 أفدنة من الأراضي المخصصة لزراعة الأرز في منطقة بولونارووا في الغرب، وكانت أمه معلمة مدرسة ابتدائية. وبعد أن أكمل تعليمه الثانوي التحق بمدرسة سريلانكا للزراعة في بولونارووا وتخرج منها بدبلوم عام 1973. كما حصل على دبلوم في العلوم السياسية من معهد ماكسيم جوركي في روسيا عام 1980.
انضم سيريسينا للحزب الشيوعي مبكرًا، وشارك في أنشطته المناهضة للحكومة. ثم انتقل في سن الـ17 إلى «حزب الحرية»، المصنف منذ تأسيسه عام 1951 ضمن يسار الوسط، وأصبح أمينًا لمنظمته الشبابية في منطقة بولونارووا عام 1968، وفي عام 1970 دخل السجن لمدة 15 شهرًا لتورطه في التحضير لانتفاضة مزعومة. وتدرج في سلم الترقيات داخل الحزب حتى نال عضوية المكتب السياسي عام 1981، ثم أصبح أمين الصندوق فيه عام 1983.
دخل سيريسينا البرلمان السريلانكي عام 1989، وكان الأمين العام لـ«حزب الحرية» السريلانكي، وتقلد عدة حقائب وزارية منذ عام 1994، كانت آخرها حقيبة الصحة التي شغلها حتى نوفمبر الماضي عندما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية باسم ائتلاف المعارضة. فقد أعلن سيريسنا، في 21 نوفمبر 2014، أنه سيتحدى الرئيس ماهيندا راجاباكسا في الانتخابات الرئاسية لعام 2015، كمرشح توافقي لقوى وأحزاب «الجبهة الديمقراطية الجديدة» المعارضة. وقال إن سريلانكا تتجه نحو الديكتاتورية، وإن استشراء الفساد والمحسوبية وانهيار سيادة القانون.. بلغت حدًا مقلقًا وغير مسبوق. وكان يقف إلى جانبه في المؤتمر الصحفي مجموعة من الوزراء أعلنوا دعمهم له، تم تجريدهم جميعًا من مناصبهم، كما طُردوا من «حزب الحرية» الحاكم بزعامة راجاباكسا. وأسفرت الانتخابات الرئاسية المنظمة يوم 8 يناير 2015 عن مفاجأة غير متوقعة، تمثلت في فوز سيريسينا، الذي استطاع إزاحة الرئيس راجاباكسا بعد 10 سنوات أمضاها في سدة الحكم.