Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

الإعلام والعَلَم

ويُؤكِّد علماء النفس والاجتماع أن الإعلام الورقي هو أكثر وسائل التأثير على عقول وأفكار الناس، وبذلك فإنه الوسيلة الأولى التي تُشكِّل وتطرح اتجاهات الدولة نحو المواضيع والمواقف الحياتية اليومية التي تعيشها، وتواجهها المجتمعات العالمية، فقد كان ولا يزال الإعلام الورقي يُستخدم في التنظيم والبناء الاجتماعي المتكامل، من أجل مصلحة الفرد والمجتمع ككل..

A A
لم يتم اختيار عَلَم أي بلدٍ كان؛ من باب المصادفة، بل يحمل الكثير من المعاني والدلالات.. ولأن تاريخ بعض الأعلام يعود لمئات الأعوام، فقلَّما تجد أشخاصًا على دراية تامة بأسباب اختيار ألوان أعلام بلادهم ورموزها.

اعتمدت السعودية عَلَم الشهادة ولونه الأخضر منذ عام 1973. وبسبب شهادة التوحيد المقدَّسة التي يحملها، يعتبر العَلَم السعودي الوحيد الذي لا يُنكَّس أو ينزل في حالات الحداد والمراسم الدولية. كما يحظر ملامسته الأرض والماء، والدخول به إلى أماكن تُعَدُّ غير طاهرة.

تشترك ثلاث دول أخرى مع السعودية في حظر العلم الأفقي، وهي باكستان والبرازيل وسيرلانكا. العلَم هو العلامة والأثر، وهو سيّد القوم. لذلك أخط هذه الكلمات؛ وأتمنى دعم وتقوية جميع الوسائل الحديثة في رفع ورفرفة راية: «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وأهم وأقوى تلك الوسائل هي السلطة الرابعة، ألا وهي الصحافة الورقية، أي الإعلام الورقي.

حيثُ يعتبر الإعلام أهم وسيلة من وسائل التأثير الجماهيري، وقد لعب الإعلام الورقي دورًا كبيرًا في حياة المجتمعات الإنسانية سابقًا وحتى الآن، ففي العصر الجاهلي وجدنا القبائل لم تُحقِّق بشيء، قدر احتفائها بظهور الشعراء فيها، لأن الشاعر كان لسان قبيلته، والمدافع عنها أمام الآخرين، أي أنه كان وسيلتها الإعلامية وقتذاك.. ويُؤكِّد علماء النفس والاجتماع أن الإعلام الورقي هو أكثر وسائل التأثير على عقول وأفكار الناس، وبذلك فإنه الوسيلة الأولى التي تُشكِّل وتطرح اتجاهات الدولة نحو المواضيع والمواقف الحياتية اليومية التي تعيشها، وتواجهها المجتمعات العالمية، فقد كان ولا يزال الإعلام الورقي يُستخدم في التنظيم والبناء الاجتماعي المتكامل، من أجل مصلحة الفرد والمجتمع ككل،

في شتى مجالات الحياة المعاصرة، سواء في الجوانب الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو السياسية، وبالتالي الأمنية، على كافة المستويات.

وقد أدَّى التطور التكنولوجي في وسائل الإعلام إلى تغيير كبير في أدوار المؤسسات الصحافية، وخلق آفاق سلوكية جديدة، حيث أصبحت المؤسسات الصحفية الورقية ضحايا وسائل الإعلام المعاصرة، ولاسيما الإنترنت، والقنوات التلفزيونية الفضائية، التي تقوم بدورٍ متعاظم في صياغة تصوّراتنا عن القيم والأفكار.

من هنا أرفع هذه الكلمات إلى المسؤولين بانقاذ تلك المؤسسات وتقديم الدعم المادي والاجتماعي والأدبي للإعلام الورقي الصحفي، وبهذا يظل العَلَم والإعلام سُلطَة واحدة، تُرفرف وتقول: «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store