Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زهايمر ـ ساهر

على الرغم من أنني لست مصاباً بمرض الزهايمر ولا تربطني بمرضاه أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ولكني أكاد أجزم أننا جمعياً أصبحنا نصاب به وقتياً من جراء الغرامات التي باتت تفرض علينا من قبل «نظام س

A A

على الرغم من أنني لست مصاباً بمرض الزهايمر ولا تربطني بمرضاه أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ولكني أكاد أجزم أننا جمعياً أصبحنا نصاب به وقتياً من جراء الغرامات التي باتت تفرض علينا من قبل «نظام ساهر».فما أن نتعرض لتلك الغفوة «الزهايمرية» لثوانٍ معدودة أثناء قيادتنا في بعض الطرق الرئيسية خلال استماعنا لإحدى المقطوعات الغنائية نطوح بها رأسنا يمينا يساراً إلا وتصلنا تلك الرسالة الرقيقة عبر الجوال تخبرنا بأننا رُصدنا من كاميرات ساهر وحصلنا على مخالفة مرورية، وعلى الفور يستيقظ ذلك المارد بداخلنا ليعود بحواسنا وعقولنا إلى قواعدها سالمة بعد أن تكون كلفتنا الجلسة العلاجية «التي لم تستغرق سوى جزء من الدقيقة « ما بين (400 إلى 800) ريال حسب تشخيص مستشفى ساهر للعلاجات المرورية. ولكوني لست من فئة الشباب «على الأقل ظاهرياً» والذين ترتعد فرائصهم خلال سماع موسيقى «الراب» وتتحول قيادتهم إلى سباق مع الزمن معرضين أنفسهم والغير للخطر إلا أنني تيقنت أنه آن الأوان لتخصيص مبلغ شهري مقطوع ضمن ميزانيتي الشهرية نصفه يخصص لإنجاح ودعم نظام «ساهر» والنصف الآخر لعلاجي من حالات الزهايمر التي باتت تصيبني في شوارع مدينتنا.وحتى لا يعتقد البعض أنني ضد آلية نظام ساهر وأنني أحد مؤيدي نظام «نائم» السابق كنت أتمنى إطلاق حملات إعلامية للتوعية، قبل الشروع في تنفيذه بوقت كاف، ووضع لوحات إرشادية كافية على جنبات الطرق بأماكن واضحة وبعدة لغات ولا تقتصر على العربية فقط حتى يتمكن قائدو المركبات من الاسترشاد والتقيد بها وأيضاً إعادة النظر في حدود السرعة المسموح بها (والتي عفى عليها الزمن) بكافة الطرق الرئيسية ليتواكب مع التطور الذي تشهده شوارع وجسور وميادين المملكة ليصبح هدفه ترسيخ ثقافة مرورية جديدة وضبط السير بدلاً من كونه أصبح عبئاً مالياً جديداً على عاتق المواطنين.همسة :حمدت الله أنني بعيد كل البعد عن الزهايمر عندما عادت بي الذاكرة عدة شهور إلى الوراء خلال قراءتي في إحدى الصحف المحلية أنه جارٍ حالياً إعادة دراسة حدود السرعة المسموح بها في كافة الشوارع حتى يستفيد المجتمع من نظام ساهر من خلال إنشاء ثقافة مرورية جديدة فقلت في نفسي «أنا صحيح والحمد لله ولكن ... من لديه العِلّة» ؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store