Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

تلكَ الكائنات الخارقةُ في (تَعْلومِنَا)!

ضمير متكلم

A A
* وزارة التعليم في عهدها الجديد يبدو أنها تَميل إلى التعقيدات الإدارية وأُحَادِيّة القرار ومَرْكَزِيّتِه، التي دائماً ما تُحَوِّل القضايا البسيطة إلى أزمات شديدة ومزمنة، فمثلاً «قضية تعليق الدراسة» بسبب التغييرات المناخية ككثافة الأمطار أو مَوجَات الغُبَار، وهي التي لا تتطلب أكثر من تواصل «إدارات تَعْلومنَا» في كل منطقة مع «الهيئة العامة للأرصاد الجوية وكذا الدفاع المدني»؛ ليخرج القرار المناسب؛ تلك القضية أصبحت أزمة كبرى عند (التعليم) فلا تُفتي فيها إلا لجنة مركزية عليا في الوزارة بالرياض تحكمها تصويتات واجتماعات!

* والأمر الغريب الذي ليس له تفسير في تلك القضية إجبار المعلمين والمعلمات بالتّوجِّه إلى مدارسهم حتى لو عُلِّقَت فيها الدراسة؛ وكأن التحذيرات ليست عامة، والمخاطر تحيط بالطلاب والطالبات فقط؛ أما هم فمحصَّنون عنها باعتبارهم كائنات فضائية تملك إمكانات خارقة!.

* وهنا إذا تجاوزنا عَـبَثِيّة دوام المدرسين والمدرسات بينما الفصول فاضية فبالتأكيد أن مَن اتخذ ذلك القرار العنتري لم يُجرب أبداً معاناة معلمي ومعلمات المحافظات والقرى النائية في رحلاتهم اليومية الصباحية والمسائية التي يقطعون فيها مِئَات الكيلومترات، والتي قبلها يُودِّعون أُسرهَم التي قـد لا يعودون إليها بسبب أخطار الطرق ووعورتها، وما يترتب عليها من حوادث مرورية؛ فكيف إذا انضم إلى ذلك أمطار غزيرة، وسيول منقولة، وأودية عميقة، وانهيارات صخرية وتَلَفِيّات في الطُرُقَات، وغيابهم من تلقاء أنفسهم سيؤثِّر مستقبلاً في نقاطهم وترتيبهم في قائمة النقل الخارجي!

* صدقوني فكرتُ وفكرتُ محاولاً أن أجِد مبرراً لإلزام معاشر المعلمين والمعلمات بالعمَل في ظل تعليق الدراسة وما قد يعترض طريقهم من متاعب قد تصِل بهم إلى محطة الموت فلم أجد إلا أن مَن أصرّ على ذلك القرار ربما يحمل في نفسه شيئاً عليهم في صِغَرِه؛ وبالتالي لما حانت له الفرصة أصبح يتحدّاهم، ويبحث عن الانتقام منهم بمثل تلك القرارات العجيبة التي تصاحبها تكسير مَجاديفهم واستفزازهم بتصريحات محبطة لهم بين الحين والآخَر!

* أما مَن يعتقد أن فَـرْض الدوام على المعلمين والمعلمات في حال تعليق الدراسة فيه مساواة بغيرهم من موظفي الدولة فله -مع التقدير-: الموظفون غالباً في المدن، وهناك مراجعون ينتظرونهم، بينما المدرسون والمدرسات سيكونون داخل دائرة الخطر وهم في طريقهم لمدارس خَاوِيَة على عُرُوْشِهَا من طلابها!

* أخيراً هل يمكن أن يكون تعليق رحلات الطيران بسبب الظروف الجَوّية خاصاً بالركاب دون الطيارين والمضيفين؟! سـؤال نبعثه لوزارة التعليم!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store