Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

لا تكذب

A A
ليس أدل من لغة الأرقام.. فهي اللغة التي لا تكذب، ليس فيها تزيين أو تأطير للصورة أو المعلومة. لغة الأرقام هي اللغة الصادقة الواضحة سهلة القراءة والفهم وإيصال المعلومة، لذلك كانت من أكثر صور إبراز الحقائق وتجسيد الوقائع كما هي، ويعززها مستخدموها من الاقتصاديين والمحللين بالنسب المئوية التي تترجم هذه اللغة زيادة في تباينها ومقارناتها. ولهذا يستخدمها الاقتصاديون والمستثمرون والمحللون وأصحاب القرار للتعامل مع أي موضوع يتناولونه أو يعالجونه ويحاولون قدر الإمكان تجنب اللغة الوصفية الإنشائية التي يمكن أن تنمقه وتزينه بفن استخدام الألفاظ وتركيب العبارات.

وبما أننا في عصر أصبح فيه الاقتصاد عصب الحياة ومحرك النمو، فإن اللغة التي يفهمها العالم أجمع هي لغة الأرقام والنسب والمقارنات.

في السابق كان يقال إن الصورة تغني عن مقال، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن الآن أصبح توظيف وإبراز الأرقام واستخدامها في توضيح وإيصال المعلومة فنّاً أكثر تأثيراً خاصة باستخدام ما يسمى «بالانفوجراف» الذي يقدم لك تقريراً كاملاً بجميع جوانبه من خلال شكل رقمي واحد يسهل قراءته.

الرقم أصبح أكثر أهمية وارتباطاً في حياتنا عن ذي قبل،وكلما ازداد أي مجتمع تحضراً ووعياً وعلماً كلما كانت علاقتهم بالأرقام أقرب.. تخطيطاً وتنفيذاً لتلك الخطط ومتابعة لها ولأدائها ومسيرتها ومقارناتها، على سبيل المثال وليس الحصر فإن قطاعات ومنظمات الأعمال توضح إنجازاتها وأداءها الدوري أو السنوي من خلال لغة الأرقام.. وربُّ الأسرة عندما يخطط موازنته المالية لأسرته فهو يعتمد على الأرقام والنسب، والمقارنة بين دخله والتزاماته، والطالب في بداية حياته الجامعية وهو في طريقه لاختيار التخصص يقارن بين أعداد الخريجين في هذه الكلية وتلك وبين حجم واحتياج سوق العمل لهذا التخصص أو ذاك.. وهكذا في كل شأن وجانب من جوانب حياتنا يكون «الرقم» هو الحاضر بقوة معبراً بوضوح وشفافية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store