Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

جائزة الفيصل وجامعة لا تغيب عنها الشمس

ضمير متكلم

A A
* تُصلي في مسجدها، تَتجول بين كُلِّيَاتها، تزور سكَن طلابها، أنّى ذهبتَ هنا وهناك في حَرمِهَا يأسرك مجتمعها بطِيبَـتِه وتسامحه، وبالمحبة التي تَسْرِي في شرَايينه، وتلك الابتسامات التي تسكن قلوب أفراده قبل وجُوهِهم، ذلك المجتمع تتعدّد لغاته والدول التي قدم منها، ولكن تجمعه أخوة الإسلام، فهناك تتجلى بصدق وضوح عالمية الإسلام، وإنسانيته، ووسطيته، وعدالته، وقدرته على صناعة التعايش بين مختلف الشعوب. * ذلك المجتمع تحتضنه (الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)؛ تلك الجوهرة الثمينة التي قدمتها «المملكة» هدية للمسلمين؛ حيث يدرس فيها اليوم أكثر من عشرين ألف طالب معظمهم من طلاب المِنَح الذين شَدّوا الرّحال إليها من دول يتجاوز عددها الـ (160)، بينما تخرَّج فيها منذ إنشائها عام 1961هـ أكثر من (70 ألف طالب) يمثلون أكثر من (200 جنسية وإقليم حول العَالَـم)، عادوا لأوطانهم يحملون مشاعِل العلم والمعرفة والتّنْوير؛ ليصبحوا قادة لمجتمعاتهم، فمنهم الرؤساء والوزراء والعلماء والدعاة والسفراء وأساتذة الجامعات والمعلمون. * وإضافة لنجاحات الجامعة في المجال الأكاديمي هناك عطاءاتها الكبيرة في ميادين المؤتمرات والندوات والبحث العلمي وخدمة المجتمع عبر العديد من البرامج التدريبية والمبادرات التي نفذتها في مختلف أصقاع الأرض. * ولأن الجامعة في ماضيها وحاضرها ترافق دائماً السَّحَاب فقد تميزت في تطبيق معايير الجودة؛ لِتحقق في أبريل 2017م (الاعتماد المؤسسي غير المشروط)، وفي أكتوبر الماضي فازت بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة عن فئة التعليم العالي، كما أنها قطفت جائزة المدينة المنورة للأداء الحكومي المتميز لعدة سنوات وفي مجالات مختلفة، كان آخرها الاثنين الماضي حيث فازت بالذهبية في إدارة المشروعات، والبرونزية في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. * وبهذه المناسبة أبارك جداً وأبداً لــ(معالي مدير الجامعة الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي وجميع قياداتها ومنسوبيها وطلابها) هذا الإبداع والتفوق، الذي أثق بأنه سيستمر -بإذن الله تعالى- في ظل تلك الجهود الصادقة والمخلصة. * أخيراً هذا نداء للقائمين على (جائزة الملك فيصل العالمية) -الذين نقدرهم- كيما يلتفتوا لهذه الجامعة الرائدة والعريقة؛ فهي بالتأكيد تستحق الجائزة في مجال «خدمة الإسلام»، وفَوزها لن يكون لها فقط، بل لــ«المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً»؛ لأن الجامعة تقدم صورة مشرقة وبهية لعطاءات بلاد الحرمين للإسلام والمسلمين على الصُّعُد كافة، فهل يحدث هذا في دورة الجائزة لهذا العام؟، هذا ما أنتظره وأتمناه مِن قَلْبِي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store