Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

عندما يكون لبنان رهينة حزب الله!

A A
حلت ذكرى استقلال لبنان وعيده القومي هذا العام وأزمة تعيين الحكومة لم تحل، والخزينة خاوية، مع تلميحات من وزارة المالية بعدم وجود مبالغ كافية لصرف رواتب الموظفين حتى نهاية العام، وذلك يعني وصول لبنان إلى حالة الإفلاس، ونصر الله لازال يمعن في تأخير تشكيل الحكومة، ويحصر القرار في يده، قال في خطابه الأخير (الأمر لي)، ولا يلوح في الأفق فرج للرئيسين (عون والحريري) بعد أن قام حزب الله بعرقلة إعلان الحكومة، إذ لم يسمِّ وزراء كتلته، بداعي إصراره على توزير وزير سني من خارج تيار المستقبل، مع أن الدستور اللبناني يعطي حق تشكيل الحكومة لرئيس الوزراء المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

لقد حاول فريق حزب الله إلصاق هذه العرقلة بقوى خارجية سموها، إلا أن الرئيس اللبناني «ميشيل عون» صرح بأن العقد هذه المرة داخلية، ونفى نفيًا قاطعًا وجود أي ضغوطات خارجية، ونوايا الحزب نحو عرقلة الحكومة كانت مبيتة من السابق، حيث أصروا في البداية على ضرورة حصول حزبهم على حقيبة وزارة الصحة، وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة كان لديه تحفظ على ذلك، حيث يخشى من أن يوقف البنك الدولي والهيئات الدولية الأخرى المساعدات للوزارة على اعتبار أن منظمة إرهابية تديرها، فقد قبل هذا الطلب لكيلا يقف حجر عثرة أمام تشكيل الحكومة، (وكلما داوى لبنان جرحاً نكأ حزب الله جرحاً)، هذه المرة أرادوا أن يفرضوا توزير وزير غير تابع لكتلتهم، ورغم التحذيرات بأن لبنان سيواجه كارثة اقتصادية إذا ما طال أمد عدم تشكيل الحكومة إلا أن حزب الله لا يكترث لهذا الأمر، فلديه مداخيله غير القانونية من نشاطاته المشبوهة، ونشاطاته في أمريكا اللاتينية خير مثال على ذلك، ولعل الجميع قد اطلع قبل أيام قليلة على خبر اعتقال شقيقين في الأرجنتين مرتبطين بحزب الله، وبحوزتهما أسلحة وجوازات سفر متعددة، وقبل ذلك تم اعتقال أحد ممولي الحزب في البرازيل والمصنف إرهابيًا في الولايات المتحدة «أسعد بركات»، وما كشفت عنه أجهزة الاستخبارات المكسيكية بالتعاون مع كندا من تحركات لحزب الله بدعم من إيران في منطقة أمريكا اللاتينية، كل ذلك يؤكد على أن حزب الله له مداخيله ولا يهمه بما يمر به لبنان من ضائقة مالية نتيجة تأخر تشكيل الحكومة.

كل ما نخشاه هو أن يتعرض لبنان إلى عقوبات دولية من خلال انتشار أعمال حزب الله المشبوهة، لاسيما وأن الصحف الأرجنتينية تتحدث عن وجود 150 ألف عربي من الطائفة الشيعية يتحركون بكل سهولة في المثلث الحدودي بين الأرجنتين وبارغواي والبرازيل، يزاولون أعمالاً تجارية ويصدرون الأموال إلى حزب الله، إضافة إلى تمويل أنشطته. ويظل السؤال الذي طرحه أحد الكتاب اللبنانيين حول (كيف تبقى الحكومة ضمن النظام العالمي إذا خضعت لسيطرة حزب الله) يظل بدون إجابة، لأن لبنان مختطف من قبل حزب الله ومن يرعاه ويدعمه.

وإذا كانت الرئاسة اللبنانية، وكذلك القوى الحزبية بمختلف مسمياتها، غير قادرة على السيطرة على حزب الله، فإن ذلك يعني أن على لبنان أن يواجه عقوبات قد تفرض عليه لسلوكيات حزب ينتمي إليه، تحت قانون مكافحة الإرهاب.. إن هذا الاستسلام لشروط (نصر الله) سيجعله يتمادى أكثر فأكثر، وينصبه رئيسًا غير متوج للبنان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store