مهرجان القاهرة: حضور نخبوي وشكاوى تقليدية من المجاملات

وسط حضور نخبوي كثيف، عاد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى التألق في دورته الأربعين التي تنتهي اليوم الخميس، بعد مشاركة سعودية بفيلم «عمرة والزواج الثاني» الذي أثار الجدل بتركيزه على قضايا الذكورية وسوء التعامل مع المرأة. وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة بشأن سيطرة المجاملات على اختيارات بعض الأفلام ولجان التحكيم، إلا أن المهرجان تلقى شهادة قوية من المخرج الدانماركى بيل أوجست، رئيس لجنة التحكيم، الذي قال إن القاهرة تستحق أن تكون عاصمة السينما العالمية. وعرض في المهرجان حوالي 160 فيلمًا من 59 دولة، تنوعت قضاياها بين السياسة والتفرقة العنصرية والعلاقات الإنسانية والزوجية، وتوقف الجمهور عند فيلم «وقفة» اليوناني القبرصي الذي قدم رؤية حادة عن مؤسسة الزواج وتعنت الأزواج ضد النساء ومعاملتهم كخادمات في بعض الأحيان، وفي المقابل نال فيلم البرج عن اللاجئين الفلسطينيين تقديرًا خاصًا لرصده معاناتهم الإنسانية عبر الأجيال. واكتسب الفيلم هذه المكانة لصدقه وتعاطفه مع مهمشين حقيقيين في الحياة. وعندما سئل مخرج الفيلم ماتس جرود، عما إذا كان فيلمه الذي قدمه بالرسوم المتحركة قادرًا على تغيير العالم قال: «بالفعل يمكن لأشياء صغيرة أن تغير العالم». وشهد المهرجان العام الحالي عودة عرض الأفلام في سينمات منطقة الوسط، بعد أن كان يقتصر في دوراته السابقة على قاعات دار الأوبرا. وقال لـ»المدينة» بولا ناجى بقسم النقد بجامعة عين شمس: إن المهرجان مثل فرصة جيدة للغاية لمشاهدة مجموعة من الأفلام من مختلف دول العالم، يصعب مشاهدتها بعيدًا عن المهرجان. وأشار إلى أن جمهور المهرجان النخبوي كالعادة يبحث عن التميز والتوجهات الجديدة في السينما العالمية، ولهذا يختفي جمهور السينما التقليدي من الشباب. وقال إسلام الخضري الباحث في الشؤون الثقافية بدار الكتب المصرية: السينما صناعة قوية تؤثر على بناء الأجيال، ولابد من زيادة الدعم الحكومي لها، مقترحًا المضى قدمًا في إنشاء صندوق مصري أفريقى لدعم السينما. ودعا إلى الاستفادة من الطروحات العالمية والعزف على التجارب الإنسانية التي تحظى بإقبال جماهيري نوعي.