Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

القبلة لا نعبدها

A A
في زماننا هذا مع انفتاح المجال، للكل أن يقول ما يريد عبر وسائل التواصل وبعض وسائل الإعلام، حيث نجد تعليقات على بعض المقالات، ولا أعلم هل هو التعليق من أجل التعليق لأن بعضاً منها نقد لا يستند على خلفية شرعية أو دليل شرعي كتعليق أحدهم على قولي: «الحبيب صلى الله عليه وسلم»، وأن هذا لم يرد، فأرد قائلاً: ذلك مستمد من الحديث الوارد عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «الْآنَ يَا عُمَرُ». ألا يدل ذلك على أنه الحبيب المجتبى الذي ترجى شفاعته بل هو صلى الله عليه وسلم الحبيب الى المولى عز وجل. وكم من آية قرآنية كريمة تدلل على ذلك الحب والتقدير والتعظيم والتنزيه من المولى له صلى الله عليه وسلم.

ونفس الشخص علق على مقال الأسبوع الماضي وأنه صلى الله عليه وسلم قبلة الرجاء، فحمّل ما قلت ما لا يحتمل وما لا يليق بعاقل تأويله.. فيا سيدي، القبلة لا تُعبد وإلا نحن عبّاد للكعبة المشرفة والحرم المكي المسجد الحرام دون الله في كل صلاة!، وعُبّاد للسماء في كل دعاء!، والقبلة وسيلة صلة بين العباد والمعبود جل في علاه ومسألة تنظيمية ترتيبية لتوحيد العبادة بدلاً من أن تكون فوضوية، وهي من شعائر الله ووجب لها التعظيم، وللبيت الحرام التعظيم بنص القرآن، والكعبة ما كانت وكائنة قبلة للصلاة إلا إرضاء للحبيب صلى الله عليه وسلم.

فقد قال الله تعالى في ذلك الشأن: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).

وعن تعظيم الشعائر قال تعالى عز في علاه: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).. وأما عن الحبيب صلى الله عليه وسلم وأنه قبلة الرجاء فهو الوسيلة إلى الله يوم لا كعبة ولا سماء لبدء الحساب والشفاعة له صلى الله عليه وسلم وبنص حديث الشفاعة الذي أوردته في المقال السابق، وهو الملاذ للخلق لإرضاء الرب للفك والخلاص من كربة يوم القيامة الكربة العظيمة، ولم يُؤتَ هذا الشرف ولن يُؤتى لا لمَلك مقرب حتى جبريل عليه السلام ولا لنبي مرسل حتى للخليل أبي الأنبياء عليهم السلام جميعاً.

دعونا من التنطع والمزايدة بأننا أهل العقيدة والتوحيد ودوننا مشكوك فيهم وفيما يقولون ويذهبون إليه.

ونبدأ بسرد الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم الواردة في موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومع كل مقال ثلاث منها وهي تسع وثلاثون فائدة وثمرة وردت في الموسوعة والفوائد أصلاً والثمرات أصلاً لا تُعد ولا تُحصى:

• امتثال أمر الله سبحانه وتعالى

• موافقته سبحانه في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان

• موافقة ملائكته فيها.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store