Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سعودة الوظائف: الرفاعي أنموذجاً

A A
* الصديق الأستاذ منصور الرفاعي أراه مِثَالاً حَيّاً وحاضراً لذلك الشاب السعودي الطموح، القادر على الإبداع في القطاع الخاص، فقد بدأ مسيرته العملية المُعطرة بالتّمَيّز في وظيفة صغيرة وبسيطة؛ ولكن ما هي إلا سنوات قليلة؛ لِيصبح اليوم قائداً لقطاع كبير في صيدليات النَّهدي العملاقة، وأضحى يُدير المئات من الموظفين والصيدليات؛ أما السّبَب فإخلاصه، وطموحه اللا محدود، وقدرته على تطوير أدواته بالدورات التأهيلية، وقبل ذلك التزامه التَّام في كل تفاصيل عمله.

* تَفَوّق الرفاعي تذكَّرته وأحد الزملاء يروي لي حكايته مع أحد الشباب السعوديين الذين جلبتهم أخيراً سَعْوَدة مَحِلات النّظَارات أو البَصَرِيّات، يقول: أنا عميل قديم لأحدها، وكان مَن يعملون فيها ملتزمين جداً بأوقات دوامهم، ولكن قبل أيام زرتُ المكان عند الساعة الخامسة عصراً أي قبيل المغرب بقليل؛ فإذا المِحِل مغلق؛ والعاملون فيه من الوافدين ينتظرون خارجه؛ أما السَبب، فلأن ذلك الشَّاب السُّعودي -الذي وفق النظام لا يمكن لهم أن يفتحوا إلا بحضور سعادته- قد تأخَّر، وذلك في عادةٍ يُمارسها، وفي صورةٍ تتكرر وتتعدَّد الشكوى منها!

* وهنا نحن مع توطين الوظائف ونرفع لواءها، ولكن هذا نداء لِشَبَابنا الذين نُقدِّرهم ونثِق بهم؛ لكيما يأخذوا الأمر بجدية وإيجابية، وأن لا يعتقدوا بأنهم إنما جاءوا بقوة الأنظمة، بل عليهم أن يستثمروا حِرْص الدولة على خلق فُرص العمل لهم، وأن يسعوا لإثبات وجودهم باجتهادهم وتفانيهم،

فبالتأكيد سيختصرون الزمن نحو التطور الوظيفي، وبالتالي زيادة مداخيلهم الشهرية؛ فما يُميزُ القطاع الأهلي الناجح؛ دعمه للمبادرين والجادين في الترقيات والمكافآت دون أن يحكم ذلك قيود وبيروقرطية المُسمّيَات الوظيفية ومراتبها وضوابط حوافزها، كما هو الحال في الكثير من الوظائف الحكومية.

* أخيراً في الوقت الذي نُطالب شبابنا بالعطاء والجِدية، هذه دعوة لـ»وزارة العمل» من أجل صناعة بيئة عمل آمنة للسعوديين في القطاع الخاص، تحميهم من التسلُّط والفصل التعسفي، وتضمن لهم سُلْمَاً أو كَادِراً وظيفياً فيه العدالة والإنصاف على كافة المستويات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store