Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

حذاء الطنبوري

A A
أظن أن قليلين منا هم الذين لا يعرفون قصة حذاء أبي القاسم الطنبوري، أو دعني أضع الكلام بطريقة أخرى أكثر تحديداً وأقول إنه ربما قليل من أبناء جيلي هم الذين ربما لم يسمعوا بقصة مداس (حذاء) الطنبوري، هذه القصة كنت قد قرأتها -قبل أكثر من أربعين عاماً- وهي جزء من تراث بغداد القديم.. والحذاء وصاحبه يشكلان إحدى العلامات الفارقة في قصص وحكايات أيام زمان.. أو ما كان يسمى بحكايات القهاوي.

****

بالطبع لا أحد يذكر اليوم، حتى من أبناء جيلي، الحكواتي ولا حكاويه، ربما إلا من خلال مسلسل أو فيلم سينمائي عابر يرد فيه دور للحكواتي، فقد وُجد في زمان لم تكن توجد فيه إذاعة أو تلفاز أو وسائل الإعلام الحديثة. لذا أصبحت تلك المهن التي عمل بها أناس عديدون وأصبحوا رموزًا لها، أصبحت هي الأخرى من حكاوي زمان، ولم تعد موجودة أو تحاط باهتمام كبير مثل ذي قبل، مثلها مثل صناعة القباقيب والطرابيش ضمن صناعات أخرى كثيرة كان لها رواج.. واختفت بفعل الزمن وإحلال صناعات حديثة مكانها.

****

خلاصة القصة أن أبا القاسم الطنبوري كان يملك حذاءً قديماً، كان من بُخلِه يرقّعه بقطع من الجلد أو من القماش عندما ينقطع، حتى عُرف بين الناس بحذائه. وعندما كثرت الضغوط عليه، قرر التخلص من حذائه. لكن هذه العملية أصبحت مصدراً للشؤم والبؤس له، تعرض فيها لمجموعة من المواقف قادته للقاضي الذي كان يحكم عليه بغرامات مالية كبيرة أعجزته.. فقرر أخذ حذائه وذهب للقاضي طالباً منه أن يكتب صكاً بينه وبين حذائه، وأنه بريء منه إلى يوم القيامة!!

#نافذة:

ليسَ بِالحِذَاءُ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان!! 

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store