Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

رجال عرفتهم: الشيخ أحمد بن حميد

بانوراما

A A
يذكر أن الخليفة هارون الرشيد سأله مرة أحد ملوك فرنسا عن سبب الرخاء والأمن والازدهار الذي تعيشه الدولة الإسلامية تحت قيادته في ذلك الوقت على الرغم من كبر مساحتها التي لا تغيب عنها الشمس، فرد قائلاً: «إني أُحسن اختيار الرجال». اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب من أصعب الأشياء التي تمر على القائد أو المدير. لازلت أتذكر عندما كنت أبحث عن شخصية مميزة لعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في بداية فترتي الأولى، وبعد البحث والسؤال رشح لي بعض ممن استشرتهم شخصية سبق لها تقلد منصب العمادة، وأثنى عليها أغلب من سألت خلقاً وزهداً وعلماً وتواضعاً، إنه الشيخ العلامة أحمد بن عبد الله بن حميد، المدرس بقسم الدراسات العليا الشرعية بكلية الشريعة، وبعد انتهاء مقابلتي للشيخ، تذكرت ما رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عن أحد صحابته: «إلا فلان فقد وجدت فيه أكثر مما سمعت». تماماً والله يشهد فقد وجدت في الشيخ أحمد بن حميد أكثر مما سمعت من علم وخلق وأدب وتواضع جم، كنت دائماً أطلب منه أن يرافقني لإصلاح ذات البين عندما يكون هناك خلاف بين بعض الإخوة من أعضاء هيئة التدريس، ذلك لمعرفتي بمكانته لديهم، وكانت في أغلب الأحيان تنتهي الخلافات بطريقة محببة للنفوس ولله الحمد. كان كثير الدعاء والنصح لي، أسأل الله أن يجزيه على ذلك خير الجزاء. لا زال في الذاكرة يوم أن أبديت له رغبتي في ترشيحه لعمادة كلية الشريعة بعد انتهاء فترة عمادة الشيخ سعود الشريم -وكان ذلك بترشيح من الشيخ سعود وغيره-، إلا أنه رفض بكل أدب ورد ذلك لبعض الظروف الخاصة، فما كان مني إلا الاستعانة (بحبيب الكل) ، شقيقه معالي الشيخ صالح بن حميد المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام، هذا الشيخ الفاضل الذي يجبرك على محبته وتقديره، وأذكر أنني عندما بدأت الحديث والطلب من معاليه مساعدتي في إقناع شقيقه الدكتور أحمد بالموافقة على العمادة، وإذا به يبتسم وبأسلوبه اللطيف المعتاد، قال: أنت (عساس) والدكتور أحمد أعرف أنه لا يرغب في العمل الاداري فابحث عن شخص آخر من بين (الناس).

عند قيام الجامعة بتكريمي بعد انتهاء فترتي الثانية بقيادة أخي الكريم الدكتور عبد الله بافيل، كان الشيخ أحمد بن حميد من بين الحضور، وكم أسعدني تواجد فضيلته، وبعدها تلقيت مكالمة من معالي الشيخ صالح بن حميد يعاتبني لعدم دعوته لحفل تكريمي وكانت لفتة غير مستغربة من معاليه.

قال حكيم:

سألت الناس عن خل وفي فقالوا ما إلى هذا سبيل

تمسَّك إن ظفرت بود حر فإن الحُرَّ في الدنيا قليل

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store