Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

البحث عن العسل!!

A A
عنوان المقال هو ما خرجت به من قراءة مذكرات الرئيس أنور السادات (البحث عن الذات).. بدأت بترقبه طفلاً لوصول مركب العسل القادمة إلى (كفر زرقان) وهو يسير إلى جوار جدته ممسكًا بيدها نحو الترعة حيث رست المركب لتشتري الجدة «زلعة العسل الأسود»... «ذلك الكنز الذي استطعنا الحصول عليه أخيراً...»!!

****

تلك كانت بداية سيرة الصبي أنور السادات، وظل البحث عن «زلعة العسل» نصب عينيه، هذه المرة ليهديها لمصر.. دون أن يكون ممسكاً بيد أحد إلا قراره الشخصي، حتى لو جر وراءه الشعب المصري عن بكرة أبيه!! وفي النهاية لم يسفر البحث إلا على كنز من الأحلام.. و»زلعة» فارغة حتى من العسل الأسود؟!

****

جالت هذه الخاطرة في ذهني وأنا أتابع إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي استغرقت سنتين، حتى الآن، بعد استفتاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الشعب البريطاني على الخروج، والضغوط الجديدة حتى من داخل حزبها، والدعوة المتزايدة التي يقودها حزب العمال المعارض لإجراء استفتاء جديد على الخروج، وهو ما أجبرها على تأجيل تصويت البرلمان على قرار الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي.

****

لقد وقع الرئيس السادات إتفاقية كامب ديفيد وأخرج مصر من الصف العربي دون أن يأخذ رأي أحد إلا ذاته، بعد أن وجدها بعد بحث مضنٍ أضاع معه خلالها ذوات أخرى.. لكنه الرجل الشرقي يهوى أدوار البطولة، لا يرضى إلا أن يكون الأول والأفضل والأروع وصانع المعجزات؟!

#نافذة:

«لم يعد في يدنا أندلس واحدة نملكها...

سرقوا الأبواب، والحيطان، والزوجات، والأولاد

والزيتون، والزيت، وأحجار الشوارع..

سرقوا ذاكرة الليمون..

والمشمش.. والنعناع منا..

وقناديل الجوامع..

تركوا علبة سردين بأيدينا

تسمى (غزة)..

عظمة يابسة تدعى (أريحا)..

فندقًا يدعى فلسطين..

بلا سقف ولا أعمدة..

تركونا جسدًا دون عظام

ويدًا دون أصابع».

نزار قباني

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store