Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

عاد الخط والإملاء وباقي...

صدى الميدان

A A
* كم هو مبهج أن تتنازل وزارة التعليم عن قناعة : لا أريكم إلا ما أرى، وكم هو رائع أن تتفاعل مع حاجة الميدان بما يمثل استجابة لجوانب إخفاق يلمسها كل أولياء أمور الطلاب، حيث النتيجة (متفوق) والمحصلة (أمي) .

* وهنا أستحضر موقف ذلك الأب، الذي راجع المدرسة ليعترض على منح ابنه (متفوق)، وهو يعلم أن مستواه لا يؤهله إلا للإعادة، وقس على ذلك الغالبية من طلاب اليوم، الذين يصلون الجامعة، وهم منزوعو المهارات الأساسية، التي كانت في السابق تتقن على مستوى الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية.

* ولعل من أهم ما أسهم في تدني المخرجات في تعليم اليوم، هو إقحام القرارات على الميدان من علو، في وقت كان يجب أن تنبع من احتياج الميدان، وأن يكون للمعلم الكلمة الأساس في صناعة ذلك القرار، فهو الأقرب للطلاب، وهو الأقدر على تقييم حاجتهم، بعيداً عن تقارير كل شيء تمام، والتراجع المخيف يئن به الميدان.

* فضلاً عن نهج التنظير، الذي لا ينفك عن أي لقاء أو دورة، وكذلك موال التعليم في أمريكا واليابان، والنتيجة بإمكان أي أحد قياسها من خلال الطلب من أي طالب أن يقرأ أو يكتب، عندها ستنهار إمبراطورية الشعارات، التي أوجدت جيلاً (أمياً) بشهادة دراسية!.

* ومما يعجب له في هذا الجانب، أن تعليم اليوم في ظل متفوق على طريقة: تحديد الكل، أسهم في إحباط المتفوق وأسرته، وصادر حقه في أن يشعر بتميزه، وحصيلة تعبه، في وقت لم يعد ذلك المهمل يكترث بعاقبة إهماله، وهو يعرف أنه على الورق في النهاية (متفوق)!.

* مع جانب أشد عجباً حيث اختفى أو كاد قرار: يبقى للإعادة، مع أن من الطبيعي، وحسب الفروق الفردية أن يوجد مثل ذلك، ولا يمثل ذلك مثلبة في حق الطالب أو المدرسة، ولكنه يهدف إلى معالجة حالة خاصة بذلك الطالب، ليس من سبيل إليها إلا أن يبقى للإعادة.

* وبناء على النبأ السعيد بعودة الخط والإملاء، القرار الذي يستحق الإشادة، فإن المؤمل أن يكون فاتحة خير لقرارات قادمة، تعيد قطار التعليم المنشود إلى مساره، وبما تطيب معه المخرجات، ولعل في عودة الاختبارات النهائية، عودة إلى الجدية، ولتكن عودتها بما يعكس مستوى الطالب الحقيقي، وبما يلبس تقييمه المصداقية، وبمعيار من كسب يده.

* كما أن في تسليم دفة القيادة للمعلم، ما يمكن من تلبية حاجات الميدان وفق ما يرفعه من ملحوظات، مع الأخذ في الاعتبار توفير كل ما من شأنه أن يدفع بالمعلم خطوات واسعة للأمام (حماية وتأميناً وحوافز مادية ومعنوية)، فذلك مما سوف يباشر أثره في حصول التعليم الذي يتماهى، وميزانية تفوق ميزانية دول. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store