Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

عطاءات المملكة وتلك الممارسات العدائية!

A A
* الأسبوع الماضي كنتُ في رحلة عمل للعاصمة الماليزية كوالالمبور، وفي أحد مطاعمها جلس بجواري مجموعة تأكد لي من حديث أفرادها وعباراتهم أنهم مـن عرب الشمال المُريْدين لـ»حزب الله»!

* كانت الأمطار تنهمر بغزارة وهذا قاد أولئك لإدارة نقاش محوره السعودية؛ حيث بدأ بتأكيد أحدهم على أن العاصمة الماليزية لم تتأثر بتلك الأمطار الغزيرة، بينما الرياض وجدّة غرقـت بما هـو أقَـلّ منها غزارة، ثم تواصل الحديث بعد ذلك بسخرية ولهجة ناقدة ظالمة عن المملكة في استعراض منهم لبعض قضاياها الداخلية وعلاقاتها الخارجية!.

* وهنا لا يمكن اعتبار ذلك النقاش، وتلك الأحكام الظالمة من أولئك تجاه المملكة حالة فـردية، فقد لَمَستُ امتدادها وآثارها في زياراتي المتعددة للبنان، ولبعض الدول الأوربية؛ وكل ذلك إنما هو نتَاج تَيَّار بدأ من سنوات، وازداد هيجانه هذه الأيام، يقوم على إدارة حملات فكرية وإعلامية منظمة ومدفوعة الثمن من إيران وأتباعها ضد المملكة.

فيه محاولات لاستقطاب الرأي العام العربي، ولاسيما «الشيعي منه»، عبر تغذيته صباح مساء بكل ما من شأنه الإساءة لـ(بلاد الحرمين)، من خلال قلب وتزوير الحقائق المتعلقة بها، وكذا تحجيم جهودها في خدمة القضايا العربية والإسلامية، وتسخير وسائل الإعلام المختلفة لتلك الممارسات، التي تُكَرِّسُ لها قنوات تابعة ومتخصصة أُطْـلِـقت لهذا الغرض، وكذا يقوم بها إعلاميون تابعون مهاجرون، وهم متعاونون مع فضائيات وإذاعات وصُحف عالمية!.

* تأتي تلك الحملات والممارسات العدائية لبلد جعل من مُسلَّمَاتِ سياساته رَفْـعُ لواء القضايا العربية والإسلامية في كافة المحافل وعلى مختلف الصُّعُـد، والعمل على وِحْدة كلمتهم، واقتطع من ميزانيته لمساعدة أشقائه.

* فمثلاً المملكة ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- داعمة للقضية الفلسطينية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وقدمت في سبيل ذلك الجهود، وأنفقت المليارات السنوية من الدولارات، وفي هذا الميدان لم تكتفِ بالدعم الحكومي، بل شارك فيه الجانب الشعبي من خلال حملات دعم متواصلة وصلت حتى لطلاب وطالبات المدارس عبر محطة «الريال الفلسطيني».

* وهناك لبنان الذي كان دائماً مِـن الأولويّات السعودية؛ فهي مَن قادت واحتضنت المصالحة التاريخية عام 1979م، التي أوقفت نزيف دماء أبنائه جراء الحرب الأهلية، وهي بعد ذلك مـن ساهمت في إعماره عـدة مرات بالمليارات من الدولارات، ولاسيما بعد مغامرات (حزب الله الإيراني) الفاشلة، ومازال عطاؤها للأشقاء اللبنانيين مستمراً.

* المملكة لها مكانتها، وكانت ولا تزال حاضرة في رعاية أشقائها ومساندتهم بل والمحتاجين في العالم أجمع بالأفعال التي يشهد بها الماضي والحاضر؛ ولكن ذلك لابد أن لا يترك لِتشويه الأصوات والأقلام الحاقدة، بل حقه أن يصل لمختلف أطياف المجتمعات العربية والإسلامية والدولية، وهذا ما يجب أن تعمل عليه وزارة الإعلام من خلال خطة إستراتيجية تستثمر كافة الوسائل والأدوات الإعلامية التقليدية والحديثة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store