دخلتُ أحد المحلات المشهورة جداً بالمنتوجات العضوية بكل أشكالها، سواء فواكه وخضراوات أو منتوجات حيوانية أو عسل أو خبز وملحقاته أو...... إلخ، ولأنني من فترة تشدني كلمة «عضوية»، التي تعني أن المنتج من بدايته إلى نهايته لم يتعرَّض لأي إضافات كيميائية أو صناعية، فعزمتُ على أن أشتري شيئاً عضوياً، وأُصبح من القوم العضويين، يعني غير عن الناس، منها أعيش الدور، ومنها آكل شيئاً صحياً، وعندما نزلتُ من سيارتي الكشخة (السيارة العضوية)، ودخلتُ المحل العضوي، وأقبلتُ أُقلِّب البضاعة يميناً ويساراً، رسيت على شراء أشياء بأموال وأسعار غالية، وبعد خروجي من المحل؛ أدركني سؤال: «إيش يُؤكِّد لي أن هذه أشياء ومنتوجات عضوية؟.. هل يمكن أن أكون أحد ضحايا «العضوي»، وانضحك علي؟!.. فأخذتُ أبحث عن البضاعة في السوق، وإذا بها موجودة (95% ) منها بأسعار أقل بكثير من أسعار المحل العضوي، وعندها عدتُ لصاحبنا «العضوي»، وقلت له بكل صراحة: أنتم تضحكون على الناس بأن أسعاركم غالية، فردَّ عليَّ متباهياً: احنا بضاعتنا عضوية، قلت له: هل ممكن أن تشرح لي ما معنى عضوي، قال: أنا بصراحة ما أعرف، لكن يقولون إنها عضوية، يعني طبيعية، وقارنتُ بين بعض المنتوجات التي عندهم بمثلها في السوق، فوجدتُ أن السعر عندهم أغلى بكثير، بسبب أن المحل «عضوي»، ويُطلقون على منتجاتهم عضوية، ومع أن السعر في هذه الأماكن غالٍ، إلا أن دراويش الفخفخة والمحافظين على الصحة أصبحوا زبائن دائمين عند العضوي.
إن هذا النوع من المنتوجات ليس العيب فيه، لكن العيب كل العيب فيمن استغل الاسم وضحك على الناس، صحيح أن هناك بعض المنتوجات عضوية، وأنا أتحدَّى أن يكون نسبة الموجود من العضوي 20%، والباقي كله عادي موجود في السوق، لكن الذي رفع سعره كونه من محل عضوي، وهذا ما أكده الدكتور «فهد الخضيري» في موقعه في تويتر، وحذَّر منه بأن على المجتمع والنَّاس أن ينتبهوا إلى هذا الاحتيال التجاري.. وأُضيف أنا: على وزارة التجارة أن تجلي هذا الموضوع للمواطنين، وأن تزيح الستار من خلال تعهد أي محل يُدلِّس في موضوع المنتوجات العضوية أن يتعرَّض لقفل المحل والغرامة الباهظة، كما أن المطلوب وضع ماركات وعلامات مُحدّدة على المنتوجات العضوية، وألا يُتاجر أصحاب المحلات العضوية باسم العضوية كذباً وزوراً.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
